أشهر الروايات الأفريقية .. صوت الأرض والهوية
صوت الأرض والهوية
- "الشمس ستشرق على أولئك الذين يقفون قبل أن تشرق على أولئك الذين يركعون تحت أقدامهم"
- "عندما يضئ القمر يشعر الكسيح برغبة قوية إلى المشي"
- "أيتها القلوب .. في المراكب المولهة..
- "لذلك أقول إن الطفولة هى أسعد فترات حياتنا، وذكرياتها هى ممتلكاتنا الغالية والأكثر قيمة
سافانا الثقافي – تحمل الروايات الأفريقية في طياتها تراثًا ثقافياً عريقاً وتعبيراً عن خصوصية الحياة الإفريقية وتجربتها. وتمتاز بتنوعها الكبير وثراء مواضيعها التي تشمل الحكايات الشعبية والأساطير والتراث الثقافي، إضافة إلى مواضيع تتناول الهجرة والصراعات والتحولات الاجتماعية والسياسية.
أشهر الروايات الأفريقية الجزء الأول
وهناك العديد من الروايات الأفريقية المشهورة والتي حصدت الكثير من الجوائز الأدبية، والتي تعد أهم ما كتب في الأدب العالمي، ومن هذه الروايات نذكر الآتي:
رواية الأشياء تتداعى
تحتل رواية “الأشياء تتداعى” للكاتب النيجيري “تشنوا أتشيبي” مكانة كبيرة وسط الأدب العالمي وهي من أشهر الروايات الأفريقية، والتي تم اعتبارها من أهم كتب أدب القارة السمراء، حيث بيع ما يقرب من ثمانية ملايين نسخة منها حول العالم، وجرى ترجمتها إلى ما يرنو من خمسين لغة أجنبية.
وتدور أحداث الرواية حول بطل يطلق عليه “أكونكو”، الذي يقاوم في أحداث تدور في قريته “أموفويا” ذلك الإرث المطعم بالإهانة، الذي تركه خلفه له والده صاحب الدين الكبير الذي تركه لابنه، ولا يعرف من الحياة شيئًا سوى حب العزف على آلة الفلوت. تتعرض تلك الرواية العالمية إلى التناقضات الكبيرة والصراعات الثقافية التي ظهرت على السطح بعد البعثات التبشيرية التي جاءت إلى قرية البطل، حيث تعتبر محاولة أدبية رائعة لإثبات كيف حاولت الشعوب الأفريقية التمسك بهويتها، والدفاع عنها متمثلة في بطل الرواية.
ومن مقتطفات الرواية نقرأ “الشمس ستشرق على أولئك الذين يقفون قبل أن تشرق على أولئك الذين يركعون تحت أقدامهم”.. “عندما يضئ القمر يشعر الكسيح برغبة قوية إلى المشي”، ونقرأ أيضًا ” إننا نعيش في سلام مع بني جلدتنا لنكرم آلهة الأرض العظيمة التي لا تنمو محاصيلنا دون بركتها. لقد أتيت شرًا عظيمًا”.
رواية “تيتانيكات أفريقية”
وهي من أهم الروايات الأفريقية للكاتب الإريترى أبو بكر حامد كهال، التي تتناول موضوع شائك وحساس للغاية وهو المهاجرين غير الشرعيين، ووهم السفر الذي يدفع أغلبهم حياته ثمنًا له، والتي تعتبر أحد القضايا الأكثر إلحاحًا في العالم اليوم، حيث يعبر الآلاف من الأشخاص الحدود بطرق غير شرعية كل عام، سعيًا وراء الحصول على حياة أفضل وظروف أفضل للعيش.
فيسرد “كهال” تفاصيل روايته من من إرتريا وأثيوبيا والسودان والصومال وغانا وليبيريا، دمج الروائي الأساطير الأفريقية الشهيرة في الأدب الأفريقي مع أحداث تلك الرواية، التي استلهم اسمها من السفينة “تايتنك” الشهيرة التي غرقت، وتساقط ركابها ضحايا الغرق، كما تساقط ضحايا الهجرة غير الشرعية في تلك الرواية ضحايا واحدًا تلو الآخر أحدهم من موت مفاجيء وغيره من الجوع وآخر من العطش، حتى قضى الغرق على البقية.
ومن أجواء الرواية نقرأ “أيتها القلوب .. في المراكب المولهة.. سأشق بقلبي الطلق.. نوافذ في هذا المدى.. وأقول لروحي.. أن تضج بالرحيل الكتوم.. وأن تملأ أكف الطين بالندى والغناء”.
رواية زجاج مكسور
وهي رواية للكاتب الأفريقي آلان مابانكو، من الكونغو، أحداث الرواية لم تفارق موطن الكاتب “الكونغو”، تدور أحداثها في نهاية القرن العشرين، وبداية القرن الحادي والعشرين، جسد الكاتب بطله راوي يجلس على إحدى المقاهي وهو مدرس متقاعد، تجاوز عمر الستيين، وينصت دائمًا إلى حكايات وقصص الناس في المناطق الشعبية، في حي معين يطلق عليه حي الثلائمائة، تلك القصص التي تروى على لسان أبطال الرواية تشكل الشكل العام للزجاج المكسور الذي أطلق الكاتب اسم الرواية عليه.
اعتمد الكاتب في تلك الرواية على أسلوب السخرية والفكاهة اللاذعة، منها السخرية من زمن الاستعمار الأوربي، والسخرية من الرؤساء قادة الجيوش، والسخرية من بعض رجال الكنيسة الذين يدعون المثالية.
ومن مقتطفات الرواية نقرأ “لذلك أقول إن الطفولة هى أسعد فترات حياتنا، وذكرياتها هى ممتلكاتنا الغالية والأكثر قيمة , وكل ما عدا الطفولة هو تراكم قمئ للإهانات والحماقات”.
ومن ضمن كلمات تلك الرواية المؤثرة نقرأ أيضًا “تمر الأيام بسرعة، رغم أنه غالبنا ما يتولد لدينا شعور بعكس ذلك، طالما ظللنا جالسين هكذا لا نفعل أي شيء بأيامنا ننتظر لا أعرف ماذا ونشرب ثم نشرب حتى نصبح أسرى الإحساس بالدوار والغثيان”.