
سافانا الثقافي – تُعد الروايات الأفريقية مسرحاً للحديث عن تحديات المجتمعات الإفريقية والنضالات التي خاضها الأفارقة من أجل الحرية والاستقلال، كما تعد وسيلة لتمجيد التراث الأفريقي وللتعبير عن قيمه ومعتقداته، وتتميز الرواية الأفريقية بأسلوبها الشديد الإيقاعية والغنائية، وتتناول قضايا اجتماعية متعددة مثل العنصرية، الاستعمار، الفقر، والتمييز الاجتماعي والديني.
أشهر الروايات الأفريقية
تعكس هذه الروايات تنوع وثراء الثقافة الأفريقية وتتنوع في مواضيعها وأساليبها وأساليب السرد، ونعرض عدد من أشهر تلك الروايات منها الآتي:

رواية “نصف شمس صفراء“
هذا الاسم عنوان رواية الكاتبة النيجيرية تشيماماندا نجوزي أديتشي، تلك المبدعة التي راهن على نجاحها نيلسون مانديللا، تدور أحـداث تلك الروايـة قبـل وخلال وبعـد، الحـربِ الأهليـة النيجيريـة-البيافريـة، التي تسببت في إزهاق مليـون روحٍ بــشرية، من بين الحديث عن المذابح ودماء الحرب، أخذتنا الكاتبة عبر سطور روايتها للحديث عن الحب، والحديث عن الإنسانيات والإجتماعيات.
روت ” تشيماماندا” ضمن الروايات الأفريقية التي تدور أحداث على لسان فتى صغير يدعى “آاجو”، وهو خادم أسود، يحاول جاهدًا أن يفهم ما يدور حوله في العالم، من خلال عمله لدى البروفيـسور أودينيبـو، أسـتاذ الرياضــيات بجامعـة نــسوكا، وعبر الأحداث يكبر هذا الصبي الصغير ويكبر معه حلم الحرية والاستقلال.
هناك العديد من المفاهيم والقضايا التي أثارتها الكاتبة عبر روايتها منها تفاصــيل اغتــصاب الفتيــات، والقهر والفقر، والمجازر وكل أشكال الانتهاكات، وأيضًا تحدثت عن مشاعر الحب والصداقة، والأحلام وما يتحقق منها وما تتعرض له من اخفاقات، ومن مقتطفات تلك الرواية نقرأ “هي لا تضع ذاكرتها في الأشياء التي يقدر الغرباء أن ينتزعوها منها”.ومن اقتباسات الرواية أيضًا “نحن نعيش في عصر الوحش الأبيض العملاق. إنهم يجردون السود من إنسانيتهم في جنوب أفريقيا وروديسيا، ويبررون ما يحدث في الكونغو”.

رواية “حبة من القمح“
هي من الروايات الأفريقية التي كتبها الروائي الكيني نغوغي وا ثيونغو، بروح منغمسة في قلب الثورة تدور قصص تلك الرواية التي حدثت خلال حالة الطوارئ في الصراع الذي وقع في كينيا في سبيل الاستقلال في الفترة ما بين عامي 1952و1959، ففي قرية “ثاباي” يعيش بطل الرواية “موغو”، تتبنى أحداث الرواية مواقف مناهضة للاستعمار، حيث تستعد القرية إلى الاحتفال بالاستقلال في كينيا.
ومن المواضيع التي ناقشها الكاتب في رواية “حبة من القمح” ذلك العنف الذى وقع بين المسيحيين والمواطنين من غير المسيحيين في تلك الأوقات، كما تناقش فكرة النضال وأيضًا الخيانة.
ومن مقتطفات تلك الرواية نقرأ “سيأتي يوم يهجر فيه الأخ أخاه، والأم وليدها، ونسمع فيه، أنتم وأنا، غليان نداء الأمة”، ومن الرواية نقرأ أيضًا “كانت الحياة فارغة فراغ الظلمة وفراغ الضباب اللذين يغلفان الأرض”.

رواية “موسم الهجرة إلى الشمال“
كتبها الروائي السوداني الطيب الصالح أشهر من كتب الروايات الأفريقية، وتركز الرواية بشكل أساسي على المواضيع الاجتماعية والثقافية والسياسية، وتعرض الصراع الحضاري الثقافي والتعايش بين المجتمع السوداني والمجتمع الغربي، حيث تتعرض الشخصيات الرئيسية لتجارب صعبة ومشاكل في التعايش مع هذا الصراع الحضاري.
يقع بطل الرواية مصطفى سعيد في أزمة هذا الصراع الحضاري، حيث يسافر وهو طالب من قلب العرب وقارة أفريقيا إلى الغرب، يغوص أكثر في المجتمع الغربي بعد حصوله على وظيفة محاضر في واحدة من الجامعات البريطانية، ويغوص أكثر مع عادات المجتمع البريطاني، ويتزوج من امرأة بريطانية، ويظهر الصراع في الثقافات بينهم.
ومن الاقتباسات المأخوذة عن تلك الرواية نقرأ “إنني أريد أن آخذ حقي من الحياة عنوة.أريد أن أعطي بسخاء، أريد أن يفيض الحب من قلبي فينبع ويثمر.ثمة آفاق كثيرة لابد أن تزار، ثمة ثمار يجب أن تقطف، كتب كثيرة تقرأ، وصفحات بيضاء في سجل العمر، سأكتب فيها جملاً واضحة بخط جريء”.
تم نشر المقال في صفحة الفيس بوك للكاتب عام 2014 وأعيد نشرها في موقع سافانا الثقافي
إقرا المزيد: