سافانا اخبارسافانا مختارات

“الصومال: البطالة والفساد، عقبات أمام الشباب الباحث عن العمل”

يشعر الخريجون الشباب بوطأة نقص الوظائف، بسبب تفشي الفساد والمحسوبية، كما يقول خبراء العمل.

سافانا الثقافي:“الصومال: البطالة والفساد، عقبات أمام الشباب الباحث عن العمل” الصومال ، هي دولة في القرن الأفريقي تعاني من التحديات الشديدة التي تواجه خريجيها الشباب بشأن البحث عن فرص عمل مستقرة ومجدية. بالإضافة إلى مستويات البطالة المرتفعة، يُشير الخبراء إلى انتشار الفساد والمحسوبية كعوائق رئيسية أمام الشباب الذين يبحثون عن وظائف.

البطالة بين الشباب في الصومال تعد واحدة من أعلى معدلات البطالة في العالم. وفقًا لتقارير الأمم المتحدة، يقدر أن حوالي 67 ٪ من الشباب الصوماليين الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و 29 عامًا بلا عمل. هذا يشير إلى مشكلة جذرية في النسيج الاقتصادي للبلاد.

وما يزيد الأمر سوءًا هو تفشي الفساد. وفقا لمؤشر الفساد الدولي الذي ينشره منظمة الشفافية الدولية، الصومال هي واحدة من أكثر الدول فسادا في العالم. هذا الفساد يتجلى في توزيع الوظائف بناءً على المحسوبية بدلاً من الجدارة والكفاءة.

وبالإضافة إلى افتقار البلاد إلى فرص العمل الكافية، فإن الوظائف القليلة المتاحة ــ سواء كانت في القطاع العام أو المنظمات غير الحكومية أو وكالات الأمم المتحدة ــ يتم شغلها عن طريق المحسوبية وليس الجدارة .

 

حصل محمد موسى على شهادة في الاقتصاد من إحدى الجامعات الصومالية. ولكن بعد التقدم للوظائف لمدة ثلاث سنوات، دون جدوى، أصبح الآن سائق توك توك. (تصوير: محمد شيخ نور)
حصل محمد موسى على شهادة في الاقتصاد من إحدى الجامعات الصومالية. ولكن بعد التقدم للوظائف لمدة ثلاث سنوات، دون جدوى، أصبح الآن سائق توك توك. (تصوير: محمد شيخ نور)

 

الواقع المرير في القطاع العام والمنظمات غير الحكومية

في القطاع العام الصومالي، الوظائف شحيحة وغير كافية لتلبية الطلب المتزايد على فرص العمل. والأسوأ من ذلك أن الوظائف المتوفرة، غالبًا ما يتم توزيعها بناءً على المحسوبية بدلاً من الكفاءات والمهارات المهنية.

فيما يتعلق بالمنظمات غير الحكومية ووكالات الأمم المتحدة، رغم أنها قد تقدم فرص عمل، إلا أن الوصول إليها محدود وغالبا ما يكون مستندًا إلى العلاقات الشخصية أكثر من القدرات والجدارة.

الحلول الممكنة

يتطلب حل مشكلة البطالة والفساد في الصومال جهودًا مكثفة ومتعددة الجوانب. من بين الحلول الممكنة، قد يكون هناك حاجة إلى تعزيز الشفافية في القطاع العام وتطبيق معايير الاستحقاق في توزيع الوظائف.

كما يتطلب الأمر تعزيز الاقتصاد المحلي وتنمية قطاعات مثل الزراعة والصيد والصناعة، التي يمكن أن توفر فرص عمل للكثير من الشباب الصوماليين. كما ينبغي أيضًا الاستثمار في التعليم والتدريب المهني، لتزويد الشباب بالمهارات التي يحتاجونها للتنافس في سوق العمل.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تساهم القوانين والسياسات الحكومية التي تشجع على ريادة الأعمال والابتكار في تحقيق تقدم في هذه المسألة. الشباب الصومالي الذي يمتلك الطاقة والإبداع يمكن أن يكون رواد أعمال ناجحين إذا توفرت لهم الفرص المناسبة.

المشكلة ليست بسيطة ولا سريعة الحل، ولكن من خلال العمل المستمر والجهود المتواصلة، يمكن الوصول إلى حلول مستدامة تنعكس إيجابيًا على حياة الشباب الصومالي والمجتمع الصومالي بشكل عام.

الدعم الدولي والمحلي

الدعم الدولي يلعب دورًا أساسيًا في معالجة هذه المشكلة. الجهات المانحة والمؤسسات الدولية يمكن أن تساهم في التحسين عن طريق تقديم الدعم المالي والتقني لتحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي. ومع ذلك، يجب أن يكون هذا الدعم يتضمن خططًا واضحة لتعزيز الشفافية ومكافحة الفساد.

على الجانب المحلي، يتطلب التحديث الجذري للنظام الاقتصادي والاجتماعي جهودًا من الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص. الحكومة يجب أن تقوم بإصلاحات هيكلية لتعزيز الشفافية ومكافحة الفساد، بينما يمكن للمجتمع المدني والقطاع الخاص أن يلعبا دورًا في تعزيز الاقتصاد المحلي وتوفير فرص عمل للشباب.

 الخاتمة

البطالة والفساد هما عقبتان رئيسيتان تواجهان الشباب الصومالي في سعيهم للبحث عن العمل. ومع ذلك، من خلال الجهود المشتركة والمستمرة والتحلي بالشفافية والمساواة، يمكن أن يكون هناك مستقبل أفضل للشباب في الصومال.

الطريق نحو الحل قد يكون طويلاً ومليئاً بالتحديات، ولكن بدأت الخطوات تتخذ بالفعل. فمن خلال العمل المستمر والتفاني، يمكن أن نتطلع إلى مستقبل حيث الشباب الصومالي لديهم الفرص التي يستحقونها ويستطيعون العمل من أجل مستقبل أفضل لأنفسهم ولبلادهم.

 

اظهر المزيد

savannahafrican

فريق التحرير موقع سافانا الثقافي
زر الذهاب إلى الأعلى