سافانا الثقافي – إن كتاب شيجوزي أوبيوما “الطريق إلى البلاد” وثيق الصلة بشكل لافت للنظر في ضوء الصراعات العالمية الحالية مثل تلك الدائرة في غزة، والسودان، وأوكرانيا، وتدور أحداث الرواية خلال حرب بيافرا في نيجيريا (1967-1969)، وتتناغم مع القضايا المعاصرة، وتذكرنا بالتأثير العميق والدائم للحرب على المجتمعات، جسديًا ونفسيًا.
إنجازات الكاتب أوبيوما الأدبية
هذه الرواية هي العمل الثالث لأوبيوما، بعد روايتي “الصيادون” و”أوركسترا الأقليات” اللتين وصلتا إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر، ويروي كتاب “الطريق إلى الوطن” رحلة كونلي، وهو رجل من قبيلة الإيغبو اليوروبا من أكوري نيجيريا، ويغامر بالذهاب إلى شرق نيجيريا بحثًا عن شقيقه المفقود ويتم تجنيده في جيش بيافران وتتغير حياة كونلي، التي اتسمت بالذنب بسبب حادث شقيقه، بشكل كبير عندما يصبح غارقًا في فوضى الحرب.
وأصبح كونلي بطل الرواية، الذي كان في البداية شخصية منعزلة ومضطربة، أكثر سهولة عندما تجبره الحرب على مواجهة مشاعره وتجاربه وتوازي رحلته الداخلية قصة عراف إيفا من الأربعينيات من القرن الماضي، والذي يقدم منظورًا غامضًا لحياة كونلي من خلال الرؤى.
التقليد الأدبي لحرب بيافرا
يعد هذا النوع من أدب حرب بيافرا راسخًا، ويضم أعمالًا لمؤلفين مثل بوتشي إيميتشيتا، وإليتشي أمادي، وتشيماماندا أديتشي، ويساهم الكاتب شيجوزي أوبيوما بمنظور فريد من خلال التركيز على تعقيدات القتال، وعقد مقارنات مع رواية All Quiet on the Western Front بتصويره التفصيلي لحرب الخنادق.
ويصور أوبيوما بوضوح الواقع الوحشي للحرب من خلال الأوصاف الحسية الغنية وتم تصوير مشاهد المعركة بتفاصيل مكثفة، حيث تجسد الرعب والفوضى التي يعيشها الجنود، مما يسلط الضوء على التأثير الشخصي للصراعات واسعة النطاق، ووكان هناك مشاهد مميزة ومن أهمها مشهد مؤثر حيث يواجه كونلي أحد معارفه، والجريح يسلط الضوء على التكلفة الشخصية للحرب ويؤكد التصوير الرسومي لمعاناة الرجل الجريح واستجابة كونلي العاطفية على ضعف الأفراد وإنسانيتهم وسط الدمار.
دور الكاتب كشاهد تاريخي
في “الحرب في الأدب الأفريقي اليوم”، يناقش إرنست إيمينيونو دور الكاتب كشاهد تاريخي. ويجسد “الطريق إلى الوطن” ذلك من خلال مزج الشخصيات التاريخية مع الشخصيات الخيالية، مما يخلق قصة تطمس الخطوط الفاصلة بين التاريخ والخيال، مما يجعل القصة أكثر تأثيرًا.
وعلى الرغم من الحقائق القاسية للحرب، تؤكد الرواية على موضوعات الحب والتواصل الإنساني ورحلة كونلي مدفوعة في النهاية بحبه لأخيه، والروابط التي يشكلها مع زملائه الجنود لتغيره وتؤكد القصة أنه حتى في خضم الحرب، يستمر الحب والعلاقات الإنسانية، مما يوفر نقطة مضادة قوية للقسوة والعنف.
إقرا المزيد:
