سافانا مختاراتسافانا مقالات الرأى

“أفريقيا” لغز الثراء الطبيعي والفقر الإنساني

سافانا الثقافي – “أفريقيا” لغز الثراء الطبيعي والفقر الإنساني، ثمة سؤال يحيّر الكثيرون، خلاصته: البلدان الأفريقية جميلة وغنية بكل الموارد، فلماذا كل هذا الفقر الذي ينهش ساكنيها؟ وبصيغة أخرى لماذا يرقد كل ذلك البؤس والفقر والعوز على تلك الأرض السمراء و أنهار من الذهب ، تجري من تحتها ومن حولها وتصب بعيدا عنه؟

“أفريقيا” لغز الثراء الطبيعي والفقر الإنساني

لا شك أنّ هناك قوى خفية تكمن خلف هذا الفقر، فهذه القارة لا شك أنها من أغنى القارات ثروة وأهمها موقعا مما جعلها محط أنظار المستعمرين، ومع أن أولئك المستعمرين قد رحلوا ظاهراً لكن ذيولهم مازالت تتحكم في أغلب تلك البلدان، وهو ما أسميه بالاستعمار الخفي؛ نعم إنه المستعمر ذاك الغول الجائع الذي لا يشبع والذي مازال ينهش بأنيابه قلوب وأرزاق تلك الشعوب السيئة الحظ، ومتوهم من يقول إن المستعمر وتلك الطبقة الكولونيالية رحلت بل مازالت موجودة.

وتلك التي تسمى الدول المتقدمة لا تزال تتغذى على دول العالم الثالث، وذلك بطرق كثيرة غير مباشرة ومنها أنهم يشترون قادتهم الأكثر استعدادًا لبيع موارد بلادهم الطبيعية ليعيشوا هم وحدهم في رفاهية بينما يعاني المواطنون الفقراء وهم يعيشون على الفتات التي ترمى لهم من تلك الأنظمة العميلة.

أفريقيا لغز الثراء الطبيعي والفقر الإنساني
أفريقيا لغز الثراء الطبيعي والفقر الإنساني

وثمة طرق أخرى منها أنهم يخططون لاختلاق معارك بين قبائل وأحزاب سياسية ودينية، مما  يجعلهم منشغلين بمعاركهم الداخلية عن تنمية البلد، وهذا شأن الدول الأفريقية الغبية والمتخلفة، عندما يتولى السلطة دكتاتور فاشل وبدعم من الكولونيالية يرسمون للبلد خط سير لا تحيد عنه، وعلى ذلك تعيش الشعوب الأفريقية مقهورة ومحرومة من ثرواتها ومواردها، بيد دكتاتور مغفل أحكم السيطرة عليها واستحوذ هو وأسرته وزمرته بكل نفيس في البلد، ويظل المستعمر يراقبه عن قرب ليرى سيره، وتنفيذه لخطته المرسومة عبر ممثليه.

الخروج عن المسار

 وإن خرج يوما عن المسار و التخطيط المحكم، أشعلوا البلد بفتنة إنذاره حتى يعود للمسار الذي رسم له، فيصبح الحاكم الدكتاتور أكثر إجراما من المستعمر، حتى يفقر البلد بالنهب والسلب، فلا تقوى الدولة على الصمود إزاء تلك السرقات الكبيرة فتنهار، فيهرول الحاكم الدكتاتور مستنجدا بأسياده من المستعمرين خوفا من الإطاحة به، وطالبا إياهم لإنقاذه من الانهيار، فيقدم المستعمر الحلول التمويلية عبر الصندوق الدولي، فيغرقون البلدان بالديون الدولية التي لا يمكن التخلص منها، ويعودون ليرسموا للبلد خططا جديدة لجعلها تغرق وتصطدم بجدار التضخم وضعف القوة الشرائية وزيادة مستويات الفقر والتعليم.

أن دعم الصندوق الدولي أو المستعمر الخفي مهمته افقار الشعوب كي تثور على حكوماتها متى ما أراد المستعمر ذلك، ودورهم الحقيقي هو في انهيار الأمم، وكل من أراد العمل من أجل مصالح الوطن، والشعب والاستقلال وطرد المستعمر وقواه الخفية، أطيح به عبر مؤامرة لن يفكر حتى الشيطان فيها كما فعلوا بالعديد من الراديكاليين الأفارقة، هذا غيض من فيض وإشكاليات إفريقيا أصعب وأكثر تعقيدًا مما تعتقدون.

إقرا المزيد:

 

اظهر المزيد

صالح محمد

كاتب ومترجم مهتم بإثراء المشهد الأدبي والثقافي الأفريقي .
زر الذهاب إلى الأعلى