- انتقل الأدب الأفريقي لمرحلة تأثير كبير على العالم بشكل عام،
- ومن القرن العشرين، بدأ الأدب الأفريقي يتطور ويتشكل على يد الكتاب والمثقفين
- كانت القصص والشعر الشفوي يلعبان أيضًا دورًا حيويًا في التواصل بين أفراد المجتمع،
- اريخ الثقافة الأدبية الأفريقية يمتد إلى العصور القديمة
تَرَبَّعَت الثقافة الأدبية الأفريقية بمختلف أشكالها، من القصة والرواية والشعر، على عَرْشِ الأدب العالمي، فهي تتميز بتعدد الثقافات العريقة ذات الجِذور العميقة، إضافةً إلى تنوع اللغات التي تتمتع بها القارة السمراء. وتُعبِّرُ هذه الأدبيات عن مختلف جوانب الحياة والتاريخ والتقاليد والعادات والتطلعات والأفكار التي تُشَكِّلُ شخصية وهوية شعوب تلك القارة.
وتحمل الثقافة الأدبية الأفريقية في طياتها ثروات ومواعظ تفيد الإنسانية جمعاء، وهي ثقافة عريقة لها مكانة مرموقة في العالم، فهي تنبع من أصالة التراث وتعكس جمالية الحضارة الأفريقية.
ومن قديم الزمان، كان الأدب والروايات والأساطير الأفريقية جزءًا من تراث تلك القارة، وكانت تروى بين الأجيال، مما أعطى هذا الأدب أهمية وشأنًا كبيرًا في حياة الشعوب الأفريقية، وهذا ما سنبحر داخله عبر السطور التالية، بالإضافة إلى الحديث عن أبرز الكتاب من القارة السمراء الذين أثروا الأدب العالمي بأعمالهم.
تاريخ الثقافة الأدبية الأفريقية
تاريخ الثقافة الأدبية الأفريقية يمتد إلى العصور القديمة، فيمتلك الأدب الأفريقي تاريخًا طويلًا ومتنوعًا، حيث كان يعتمد بشكل كبير على الشفاهية قبل أن يتم تدوينه. ويشمل هذا الأدب القصص الخرافية والأساطير والحكايات الشعبية، بالإضافة إلى الشعر والروايات والمسرحيات والقصص القصيرة والروايات الطويلة.
الأساطير الأفريقية كانت تحتل مكانة كبيرة في الأدب الأفريقي الشفهي، فكانت قصص تدور على لسان الأشخاص حول شخصيات خيالية وأحداث غير واقعية تمثل العقائد والقيم والتقاليد والتاريخ لشعوب القارة الأفريقية. تختلف الأساطير من منطقة إلى أخرى في القارة الأفريقية وتعكس تنوع ثقافاتها وتاريخها الطويل.
ومن بين الشخصيات الأسطورية التي يزخر بها الأدب الأفريقي، أسطورة “آنانسي” المشهورة في غرب أفريقيا، وهو عبارة عن مخادع محتال يستطيع أن يتحول إلى عنكبوت، وأسطورة “النداهة” في مصر، حيث يعتقد الفلاحون أن النداهة سيدة تظهر في الليل في الحقول تنادي باسم الشخص، فيقوم مسحورًا ليستجيب لها ثم يجدونه ميتًا في الصباح.
وكانت القصص والشعر الشفوي يلعبان أيضًا دورًا حيويًا في التواصل بين أفراد المجتمع، وكان يُستخدم في الاحتفالات والمناسبات الاجتماعية والدينية، وحتى في الحروب والنزاعات. ويمكن القول إن الشعر الشفوي كان الوسيلة الرئيسية لنقل التاريخ والثقافة الأفريقية من جيل إلى آخر قبل انتشار الكتابة في المناطق الأفريقية.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا السرد الشفهي لم يٌحفظ أغلبه، الذي كان يعكس رؤية المجتمع الأفريقي عن الحياة والإنسان والطبيعة وقتها، وكان كذلك يعبر عن الأحلام والآمال والأفكار والمشاعر والعواطف للشعب الأفريقي، وهذا ما يجعله جزءاً لا يتجزأ من تاريخ الثقافة الأدبية الأفريقية.
ومن القرن العشرين، بدأ الأدب الأفريقي يتطور ويتشكل على يد الكتاب والمثقفين والمثقفات الأفارقة الذين بدأوا ينشرون أعمالهم باللغات الأوروبية، كالإنجليزية والفرنسية.
وفي العقود الأخيرة، شهد الأدب الأفريقي ازدهارًا كبيرًا، حيث بدأ الكتاب الأفارقة في الكتابة بلغاتهم الأم، كما بدأ يظهر دور النساء في الأدب الأفريقي. وعلى مدى التاريخ، امتاز الأدب الأفريقي بتنوعه وتعدده، وهذا ما يجعلنا نتحدث عن بعض النماذج البارزة لأدباء أفارقة لهم بصمات عالمية.
وبعد ذلك انتقل الأدب الأفريقي لمرحلة تأثير كبير على العالم بشكل عام، حيث يعتبر الأدب الأفريقي واحدًا من أهم المصادر لفهم ثقافة وتاريخ القارة السمراء. ومن بين الأسماء البارزة في الأدب الأفريقي التي أثرت على العالم، الروائي النيجيري تشينوا أتشيبي، والكاتب الصومالي نور الدين فارح، والكاتب النيجيري وولي سوينكا، ومن جنوب أفريقيا الكاتبة نادين جورديمير.
وبهذا نصل إلى نهاية تقريرنا الذي توغلنا خلاله في تاريخ الثقافة الأفريقية وتأثيرها على الأدب العالمي، فقد تمحورت هذه الثقافة الغنية بتراثها حول العديد من المفاهيم والأفكار الراسخة، منها التعددية الثقافية والتنوع اللغوي والعرقي والثقافي، وتاريخ من النضال ضد العنصرية، وكلها عوامل تٌعد إرثًا عالميًا يجب المحافظة عليه وتعزيزه.