سافانا الثقافي – يصادف هذا العام الذكرى الخمسين للرواية الجزائرية الرائدة “الزلزال” للكاتب الشهير طاهر وتار، وتحتفل دار الساقي بوكس بذكرى هذا الإنجاز بإعادة إصدار العمل الكلاسيكي في 6 فبراير، لتنقل تحفة وتار إلى جيل جديد من القراء، وتعد هذه الطبعة التي تمت ترجمها من قبل ويليام جرانارا من العربية إلى الإنجليزية، بإعادة تقديم الرؤية السريالية لجزائر ما بعد الاستعمار إلى الجمهور العالمي.
طاهر وتار: رائد الرواية العربية الحديثة
يحظى الإرث الأدبي لـ طاهر وتار بشهرة واسعة باعتباره رائدًا في الرواية العربية الحديثة، وهو يلوح في الأفق بشكل كبير في الأدب الأفريقي، ورواية “الزلزال” هي بمثابة شهادة على رواية وتار الحكيمة، حيث يقدم صورة مؤلمة للمجتمع الجزائري في حالة اضطراب، وتدور أحداث الرواية على خلفية الجزائر ما بعد الاستعمار، وتجسد الفوضى والاضطرابات التي تعيشها أمة تتصارع مع آثار ما بعد الاستقلال.
وتقدم رواية “الزلزال” قصة سريالية لمجتمع في حالة من الفوضى، حيث تتردد أصداء توابع الاستعمار في شوارع الجزائر العاصمة وخارجها، ومن خلال نثر وتار المثير للذكريات، يتم نقل القراء إلى عالم مقلوب رأسًا على عقب، حيث تحجب الكوارث التي من صنع الإنسان الدمار الذي خلفته الكوارث الطبيعية، وينذر تصوير الرواية للجزائر بالأحداث المضطربة التي اجتاحت الأمة لاحقًا خلال الحرب الأهلية الجزائرية.
استكشاف السرد – ملخص رواية “الزلزال”
في قلب “الزلزال” تكمن رحلة الشيخ عبد المجيد بولاروة، وهو بطل الرواية المعقد الذي يتنقل في الشوارع المتاهة في الجزائر ما بعد الاستعمار، وبينما يشرع في سعيه لتحديد مكان أقاربه البعيدين، يواجه بولاروة أشباح ماضيه ويصارع رمال المجتمع الجزائري التي تتحرك بسرعة وتتكشف رواية وتار بعمق وتعقيد، مما يوفر للقراء استكشافًا مقنعًا للهوية والقوة والفداء.
ولد طاهر وتار لعائلة أمازيغية في سدراتة بالجزائر، وبرز كمدافع قوي عن التعريب في أعقاب استقلال الجزائر، وتعكس أعماله الأدبية، التي تشمل الروايات والمسرحيات والقصص القصيرة، التزامًا عميقًا بالتقاط جوهر الهوية والتجربة الجزائرية، وعلى الرغم من وفاته عام 2010، إلا أن تأثير وتار لا يزال قائما، حيث تُرجمت أعماله إلى لغات متعددة وتم تكييفها للمسرح.
إقرا المزيد: