سافانا الثقافي – تحدثنا هذا الأسبوع مع ليلى سليماني عن المغرب ورسائل الحب والإلهام وراء روايتها الجديدة الساحرة، وأجرت المقابلة نانسي أديمورانانسي، وأضافت أحب أن نبدأ هذا الحوار في المغرب، حيث بدأ كل شيء هل يمكنك أن تسرد لنا بإيجاز طفولتك وكيف بدأت الكتابة؟.
صرحت ليلى وقالت كنت صغيرة جدًا عندما قررت أن أصبح كاتبة، وعندما كنت في السابعة أو الثامنة، كنت أقرأ طوال الوقت، وكانت جدتي تروي لي العديد من القصص، وكان والداي أيضًا معجبين بالكتّاب وأعتقد أنه بالنسبة لهم لم يكن هناك حياة أفضل من حياة الكاتب، وفي ذلك الوقت أردت إرضائهم كثيرًا، وكانت لدي فكرة أنهم سيكونون سعداء جدًا إذا أصبحت كاتبة، وأنهم سيعجبون بحياتي لذا قررت منذ صغري أن أصبح كاتبة.
وكان طريقة قراءتي غريبة أيضًا عندما كنت طفلة، عندما كنت أقرأ كتابًا كنت أشعر وكأنني داخل الكتاب، وكنت أشعر وكأنني أتحول إلى كل شخصية كان شيئًا قويًا حقًا بالنسبة لي، شعور قوي للغاية، لذا ربما شعرت أن الحياة في الكتب أفضل وأكثر إثارة للاهتمام من الحياة الحقيقية.
ردود فعل الأقارب على كتابات ليلى
نانسي: عندما نعود إلى والديك واهتمامهم بالكتّاب، أنا مهتم لمعرفة مصدر إعجابهم خاصةً وأن الرواية السائدة حول “الآباء الأفارقة” تقول إنهم عادةً ما يدفعوننا لمتابعة مهن معينة في المجالات الشركات، قالت ليلى “تعرفين، بصراحة، أتساءل عما إذا كان والداي قد ضحيا برغبتهما في أن يصبحا فنانين لتصبح والدتي طبيبة ويصبح والدي مصرفي في البنك، وعندما تقدم بهم العمر اعتبروا أنه من العار التضحية بالرغبات الفردية من أجل الأمان، لذا أعطوني الفرصة التي لم يعطوها لأنفسهم”.
لكنني أتفق معك تمامًا، وأعتقد أن هذه القصة ليست القاعدة بالنسبة للعديد من الآباء والأمهات الأفارقة الذين يرغبون في أن يتبع أطفالهم مهن تقليدية وآمنة، ولكن يبدو أن والديّ كانا مختلفين تمامًا في هذا الشأن، وقالت نانسي هيا لنتحدث عن روايتك الأخيرة “شاهدنا نرقص” كيف جاءتك الفكرة وما هي رسالتها؟
ليلى: الفكرة جاءتني عندما كنت في رحلة إلى جنوب المغرب، وكنت أتجول في المدينة ورأيت مجموعة من الأشخاص يرقصون في الشارع، وهذا جعلني أفكر في قوة الرقص والحركة وكيف يمكن للرقص أن يكون لغة مشتركة بين الناس، وفي هذه الرواية، أردت إظهار كيف يعبر الناس عن أنفسهم، مشاعرهم وهويتهم من خلال الرقص والحركة، وتتناول الرواية قصة حب بين شخصين من خلفيات مختلفة تمامًا، ويجدون في الرقص طريقة للتواصل والتعبير عن مشاعرهم، وكما تلمس الرواية مواضيع أخرى مثل الهجرة والثقافة والهوية، وكيف يتأثر الإنسان بهذه الأشياء في حياته اليومية.
رواية شاهدنا نرقص
نانسي أتساءل عن الأبعاد الشخصية لهذه الرواية، وهل تشعر أن الكتابة عن الرقص كانت طريقة لك للتعبير عن نفسك وتجربتك الشخصية؟ ليلى: نعم بالطبع أعتقد أن الكتابة عن الرقص كانت طريقة لي للتعبير عن نفسي وتجربتي الشخصية، بل وحتى تجربة أجيال قبلي، أنا لست راقصة محترفة، لكنني أحب الرقص وأشعر بأنه يمثل جزءًا هامًا من ثقافتي وتراثي المغربي، والرقص كان دائمًا وسيلة للتواصل والتعبير عن المشاعر والأفكار في المغرب، وأعتقد أن الكتابة عن ذلك ساعدتني على التواصل مع جذوري وهويتي.
أيضًا، الكتابة عن الحب والعلاقات بين الشخصيات كانت بالنسبة لي وسيلة لاستكشاف تجاربي الشخصية وكيف يمكن للحب أن يكون لغة مشتركة بين الناس من خلفيات مختلفة، في المجمل، أعتقد أن هذه الرواية تعكس عمقًا من التجارب الشخصية والثقافية التي تشكل معجزة المغرب والإنسانية بشكل عام.
نانسي: هل هناك أي رواية أو كاتب تشعر أنهم أثروا عليك أثناء كتابتك لـ “شاهدنا نرقص”؟ ليلى: هناك العديد من الكتّاب الذين أثروا عليَّ من بينهم، جبران خليل جبران وأعماله، مثل “النبي” و”الأرض المقدسة”، كما تأثرت بأعمال نجيب محفوظ ونوال السعداوي من مصر، والكاتبة المغربية فاطمة مرنيسي، وأعتقد أنهم جمعوا بين الأدب والنضال الاجتماعي والثقافي، وهذا شيء يلهمني أيضًا.
فيما يتعلق بـ “شاهدنا نرقص” بالتحديد، فقد تأثرت بالأدب الرومانسي والأدب الذي يتناول الرقص والثقافة، و كتاب “زوربا اليوناني” للكاتب نيكوس كازانتزاكيس، على سبيل المثال أعطاني الكثير من الإلهام لأنه يتناول الرقص كتعبير عن الحياة.
دور الأدب في تغيير الأمم
نانسي: بصفتك كاتبة مغربية، كيف ترى دور الأدب في التغيير الاجتماعي والثقافي في المغرب وشمال إفريقيا بشكل عام؟ليلى: أعتقد أن الأدب له دور هام جدًا في التغيير الاجتماعي والثقافي في المغرب وشمال إفريقيا، والكتابة والقراءة هما وسيلتان للتعلم والتفكير والنقاش، وهذا يمكن أن يفتح أذهان الناس ويجلب التغيير، لكنني أعتقد أيضًا أن الأدب هو جزء من تراثنا الثقافي، ويمكن أن يساعدنا على التواصل مع بعضنا البعض وفهم بعضنا البعض بشكل أفضل. الأدب يمكن أن يكون جسرًا بين الثقافات والجيل الجديد والجيل القديم، ويمكن أن يساهم في تعزيز الوحدة والتفاهم.
في المغرب وشمال إفريقيا، نحن نمر بفترة تغييرات اجتماعية وثقافية عميقة، وأعتقد أن الأدب يمكن أن يلعب دورًا مهمًا في توجيه هذه التغييرات نحو مستقبل أفضل وأكثر تسامحًا وفهمًا، نانسي: شكرًا جزيلاً لك ليلى على قضاء الوقت معنا ومشاركة تجربتك وآرائك حول الأدب والثقافة المغربية. نتمنى لك التوفيق في مشروعاتك القادمة ونتطلع إلى قراءة المزيد من أعمالك.
ليلى: شكرًا لك يا نانسي على دعوتي لهذا اللقاء وعلى الأسئلة الملهمة، وإنه لشرف كبير أن أتحدث عن كتابتي وأفكاري مع قراء وكتاب مثلكم أتمنى أن تستمتعوا بقراءة “شاهدنا نرقص” وأتطلع إلى مواصلة الحوار حول الموضوعات التي تناولناها، تحياتي الحارة!
وهكذا ينتهي حوارنا مع ليلى المغربية الموهوبة، مؤلفة رواية “شاهدنا نرقص”، ونأمل أن تكونوا استمتعتم بهذا اللقاء وأن يلهمكم أعمال ليلى وآراؤها حول الأدب والثقافة المغربية، ولا تترددوا في مشاركة آرائكم وتعليقاتكم حول هذا اللقاء وأعمال ليلى ونتمنى لكم قراءة ممتعة.
أقرا المزيد: