
سافانا الثقافي – عبقرية الروايات الإفريقيّة صدى ثقافات وحكايات أجيال، لا يختلف اثنان على أن الرواية أحد أبرز أنواع الأدب الإفريقيّ، ومما أكسبها ذلك الغنى هو تأثر القارة السمراء بعدة عوامل منها التغيرات التاريخية والاستعمار الذي تجلّى بوضوح في عديد من الروايات، أضف إلى ذلك هشاشة الأوضاع السياسية والصراعات بين القبائل والإثنيات خاصة في البلدان المستقلة حديثًا، ونتناول في هذا المقال أهمية الرواية بالنسبة للهوية الإفريقيّة ثم نبحث في أهم العوامل المؤثرة فيها، مع تسليط الضوء على أنواعها وأبرز موضوعاتها معرّجين على نماذج لأشهرها.
دور الرواية الإفريقية في الحفاظ على هُوِيَّة الشعوب المختلفة:
تساهم الرواية الإفريقيّة بدور أساسي في الحفاظ على التراث الثقافي وحفظ هُوِيَّة الشعوب المختلفة في قارة إفريقيا. فالرواية تُسلط الضوء على تاريخ هذه الشعوب وتعرض المشاكل التي تواجهها، مما يساعد في تعريف الناس بالثقافة الحقيقية للمنطقة. وبفضل الرواية، يمكن للثقافة والهوية الفريدة البقاء على قيد الحياة، وذلك عن طريق نقلها إلى الأجيال القادمة للتعلم والتخيل والإلهام. فمن خلال الرواية، يُسلَّط الضوء على تجارِب وقصص شخصية للأفراد في معاركهم اليومية، وكيفية تعاملهم مع الصراعات الاجتماعية والسياسية والحركات الدينية مما يعزز الهُوِيَّة الثقافية والتراثية للشعوب المختلفة في إفريقيا، ويؤدي إلى الحفاظ عليها وتمكينها من التطور والنمو في المستقبل فالرواية الإفريقيّة تمثل عمقًا ثقافيًّا وتاريخيًّا فريدًا، وتُعَد وسيلة هامة لنشر الوعي وتعزيز الفهم والتفاهم في إفريقيا وخارجها.

العوامل المؤثرة في الرواية الإفريقيّة
تأثرت الرواية الإفريقيّة بمجموعة من العوامل، لعل من أبرزها:
الاستعمار الأوروبي والتغيرات التاريخية:
شهدت حقبة الاستعمار الأوروبي تغييرات جليلة أسهمت في تقويض اتجاهات وأساليب ومشاعر وقيم الشعوب الإفريقيّة، وذلك بفعل فرض القوانين والأنظمة الجديدة. وترك ذلك أثرًا كبيرًا على الرواية، خاصة التي كتبت في تلك الحقبة وتناولت قضايا العبودية والقهر والتمييز العرقي. وبعد استقلال الدول الإفريقيّة عن الاستعمار الأوروبي، اتبعت استراتيجيات وتوجهات جديدة في المجال الأدبي. وظهرت روايات تتحدث عن الهوية والثقافة والحرية والتحول، وتناولت قضايا المرأة الإفريقيّة والمثلية الجنسية والأمراض العقلية. ويُعَد هذا التغيير تحوُّلًا هامًّا في الرواية؛ إذ ساعد على إثراء المحتوى وتقديم قصص أكثر تعقيدًا وأصالة، مع الحفاظ على تراث الشعوب الإفريقيّة وهويتها.
الصراع بين المجموعات التابعة للقبائل والإثنيات في البلدان المستقلة حديثًا:
تمحور موضوع كثير من الروايات الإفريقيّة حول الصراعات التي تنشأ بين مجموعات قبلية وعرقية في دول حديثة الاستقلال، وتركز تأثيرها الكبير على نمط الحياة والاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، ولا يزال بعض هذه الصراعات مستمرًّا حتى الآن، مثل الصراع القائم بين الأورومو والصوماليين في إثيوبيا، والصراع بين الطوارق والحكومة في مالي والنيجر، والصراع المستمر بين الحكومة والمسلحين في جَنُوب السودان، إلا أن الرواية الإفريقيّة تستخدم هذه الصراعات كوسيلة للتحدث عن قضايا الهُوِيَّة والعدالة الاجتماعية وحقوق الشعوب في الحرية والعدالة وقد تطوَّرت الصراعات في الرواية الإفريقيّة مع مرور الوقت حتى أصبحت عامتها في الوقت الحالي منصبة على كتابة حكايات ترصد الصراعات الحالية، مما يمنح القُرَّاء فرصة للتفكير في الحلول الممكنة لهذه المشكلات. وتكشف تلك الروايات تعدد المعاني والمذاهب والمنظور الثقافي للأفارقة، وعن التزايد في الاهتمام بالهوية الثقافية والتراث، ومن هذا المنطلق يُعَد الأدب الروائي الإفريقيّ من أهم وسائل حفظ تاريخ وهُوِيَّة الإفريقيّين، في جميع أشكاله الفرانكفونية والأنجلوسكسونية، وهو دورٌ لا يمكن بحال تجاهله.

أبرز موضوعات الرواية الإفريقيّة
تُعَد الرواية الفرانكفونية والأنجلوسكسونية من أهم أشكال الأدب في إفريقيا، حيث تُمثِّل في قضاياها ومحتواها فكرة حيوية للكشف عن تجارِب الإنسان الإفريقيّ. وإن كانت الرواية الفرانكفونية تتميّز بالأسلوب الواضح والمباشر، فإن الرواية الأنجلوسكسونية تزخر بالأساليب الأكثر اكتمالًا في تقديم شخصياتها ووصف أحوالها. وتتضمن العديد من الروايات وصفًا للحياة في الشوارع المزدحمة بالمدن والقرى والأحداث التاريخية الهامة، والصراعات بين المجموعات والشعوب المختلفة، إضافة إلى القضايا الاجتماعية والسياسية كالفقر والظلم والتهميش مع تسليط الضوء على الأحداث التي تؤثر على الحياة اليومية للأفراد، كما تشمل المواضيع الشائعة مثل الحرية والعدالة الاجتماعية وتفاصيل الحياة اليومية في مختلف مناطق القارة، ويمثل هذا التنوع في موضوعات الرواية مصدرًا لا ينضب للإلهام والتأمل.

1- حبة قمح – نجوجى واث يونجو
نشرت الرواية لأول مرة عام 1967عن طريق دار (هاينمان) للنشر، أخذ العنوان من الإنجيل بحسب القديس يوحنا ( 12:24)، وتجمع الرواية العديد من القصص التي حصلت أثناء حالة الطوارئ في صراع كينيا من أجل الاستقلال (1952-1959)، مع التركيز على “موجو الهادئ” الذي يحكم حياته سر غامض، وتدور الحبكة حول استعدادات قريته للاحتفال بيوم الاستقلال في كينيا، المسمى يوم (أوهورو). في ذلك اليوم، خطط المقاتلون السابقون في المقاومة الجنرال (آر) و(كويناندو) لإعدام الخائن الذي خذل (كيهيكا) أمام الناس، وكيهيكا هو (أحد مقاتلي المقاومة البطولية المنحدرين من أصول القرية). تقع الأحداث في قرية “ثاباى” التي عاش فيها “موجو” و”جيكونيو” و”مومبى” وزوجته وأخت “كيهيكا”، الذي عرف بآرائه ومواقفة المناهضة للاستعمار، والذي اتخذ غاندي نموذجا له، وقد منحه أنجوجى مساحة واسعة من الأحداث، فعرفنا على نشأته وتأثره بـحكايات “واروى” منذ صغره، لما كان يستمع منه لما حدث إثر دخول المستعمر لبلده، ليكبر ويقود حركة “الماماو” فى “ثاباى”، ويغتال “روبسن”.

2- واحة الغروب – بهاء طاهر
رواية واحة الغروب هي رواية صادرة عن دار الشروق سنة 2008م للروائي المصري بهاء طاهر، وفازت الرواية بالجائزة العالمية للرواية العربية في دورتها الأولى للعام نفسه، تدور أحداث الرواية في نهايات القرن التاسع عشر مع بداية الاحتلال البريطاني لمصر، بطل الرواية هو ضابط البوليس المصري محمود عبد الظاهر الذي يتم إرساله إلى واحة سيوة كعقاب له بعد شك السلطات في تعاطفه مع الأفكار الثورية لجمال الدين الأفغاني والزعيم أحمد عرابي. ويصطحب الضابط معه زوجته الإيرلندية كاثرين الشغوفة بالآثار التي تبحث عن مقبرة الإسكندر الأكبر، لينغمسا في عالم جديد شديد الثراء يمزج بين الماضي والحاضر، ويقدم تجربة للعلاقة بين الشرق والغرب على المستويين الإنساني والحضاري.
3- من أنت أيها الملاك – إبراهيم الكوني
من أنت أيها الملاك رواية للكاتب الليبي إبراهيم الكوني صدرت عام 2009. ترتحل بنا عبر الصحراء إلى أسئلة الهوية، والأمل واليأس، والتصوف، والقتل، والحب والكره، والتضحية…. في عوالم بين الصحراء والمدينة. شخصيات قوية يحتويها السرد المميز. الموضوع الأساسي للرواية هو إصرار المواطن “مسّي” على استخراج اسم لابنه “يوجرتن”، ولكن هذا الإصرار يصطدم مع سياسة الأسماء المنزلة التي تتبعها دول شمال إفريقيا؛ لمنع الأسماء الأمازيغية قبل غيرها، وما يجره ذلك من متاعب على الأب وابنه.

4- زجاج مكسور – آلانمابانكو
رواية ترسم واقع المجتمع الإفريقيّ بصدق من خلال قصة بطلها باسم غريب «زجاج مكسور»، مدرس متقاعد تعدى الستين يلجأ له العديد من الجيران والأصدقاء ليحكوا له حكاياتهم ومشكلاتهم، ويسعى هو جاهدًا لإيجاد حلول لتلك المشكلات أو على الأقل السخرية منها وتبسيطها بشكلٍ هزلي. تدور حوادث الرواية في الكونغو أواخر القرن العشرين، وترسم صورة واقعية شديدة الثراء مفعمة بالتفاصيل لإفريقيا وما لا نعرفه عنها. حصلت رواية «زجاج مكسور» على الجائزة الدولية الفرانكفونية عام 2005 وصدرت، مؤخرًا، بترجمة احترافية للروائي عادل الميري عن سلسلة الجوائز في الهيئة العامة للكتاب.

5- العظام المتقاطعة – نور الدين فرح
واحدة من أهم الروايات الإفريقيّة في السنوات الأخيرة، هي رواية “العظام المتقاطعة” للكاتب الصومالي الأبرز نور الدين فرح، الصادرة عام 2011، وهى رواية تحكى قصة البطل جيبلة، الذي عاد بعد مرور حوالى 12 عاما على زيارته الأخيرة إلى العاصمة الصومالية مقديشو لرؤية أصدقائه القدامى يرافقه صهره مالك، الصحفي المهتم بتغطية الاضطرابات السياسية المتزايدة في العاصمة الصومالية، ومع ذلك فإن أول شيء يواجهانه لم يكن الفوضى التي توقعاها وإنما الهدوء المؤلم الذى تفرضه شخصيات موجودة في كل مكان يرتدون ملابس بيضاء ومسلحين بالسياط. في الوقت نفسه، يصل شقيق مالك إلى منطقة بونتلاند المضطربة بحثا عن ابن زوجته، الذي يبدو أنه تم تجنيده من قبل المتمردين الصوماليين، هنا يجبر الإخوان على الغوص في النسيج الاجتماعي لبلد على حافة الانهيار الداخلي وعلى وشك أن يتحول إلى ساحة معركة في محاولة لرفض غزو القوات الإثيوبية.

6- موسم الهجرة إلى الشمال – الطيب صالح
كتبها الروائي السوداني الطيب صالح وهي أشهر كتب الروايات الإفريقيّة، وتركز الرواية بشكل أساسي على المواضيع الاجتماعية والثقافية والسياسية، وتعرض الصراع الحضاري الثقافي والتعايش بين المجتمع السوداني والمجتمع الغربي، حيث تتعرض الشخصيات الرئيسية لتجارب صعبة ومشاكل في التعايش مع هذا الصراع الحضاري. يقع بطل الرواية مصطفى سعيد في أزمة هذا الصراع الحضاري، حيث يسافر وهو طالب من قلب العرب وقارة إفريقيا إلى الغرب، يغوص أكثر في المجتمع الغربي بعد حصوله على وظيفة محاضر في واحدة من الجامعات البريطانية، وينغمس أكثر في عادات المجتمع البريطاني، ويتزوج من امرأة بريطانية، ويظهر الصراع في الثقافات بينهم. ومن الاقتباسات المأخوذة عن تلك الرواية نقرأ “إنني أريد أن آخذ حقي من الحياة عنوة. أريد أن أعطي بسخاء، أريد أن يفيض الحب من قلبي فينبع ويثمر. ثمة آفاق كثيرة لابد أن تزار، ثمة ثمار يجب أن تقطف، كتب كثيرة تقرأ، وصفحات بيضاء في سجل العمر، سأكتب فيها جملاً واضحة بخط جريء”.

7- نصف شمس صفراء – تشيماندا أديتشي
من نيجيريا مرة أخرى تطل علينا الكاتبة الشابة تشيماندا أديتشىفى بروايتها الشهيرة «نصف شمس صفراء» وفيها ترسم صورة حية لأجواء الحرب الأهلية النيجيرية منذ عام 1967 وما صاحبها من مذابح وجرائم قتل كبرى قامت بها قبائل الهوسا والإييو أملاً في الحصول على الحرية والاستقلال من النظام الفاشي الذي كان يحكم بلادهم آنذاك. نرى الأحداث بعيون البطل الطفل أجوو، الذي يسعى للتعرف على أخبار العالم حوله من خلال استراق السمع للمحادثات التي تدور في غرفة سيده، كل ذلك في محاولةٍ منه لفهم حقيقة ما يجرى حوله من حروب ومجازر، وتستمر الأحداث إلى أن تنشأ قصة حب بينه وبين فتاةٍ مثقفة فيتغيّر خلال تعرفه عليها وعيه ويتعرف على العالم بشكل مختلف. الرواية من ترجمة فاطمة ناعوت، وصادرة عن سلسلة الجوائز بالهيئة العامة للكتاب.

8- نوتردام النيل – سكلاستيك موكاسونجا
من رواندا تقدم لنا سكلاستيك موكاسونجا روايتها التي تدور أحداثها داخل مدرسة داخلية «نوتردام النيل» التي تقع فوق قمة صخرية مرتفعة تجعلها أقرب إلى السماء، وهناك نجد نخبة نسوية جديدة لمجتمع رواندا وصورة واقعية لذلك المجتمع بمختلف أطيافه من دبلوماسيين وأصحاب النفوذ وكيف يتعاملون مع الأقلية من ممثلي الشعب من البسطاء من قبائل الهوتو أو التوتسي. ترسم الرواية صورة دقيقة لذلك العالم على اختلاف أطيافه، وما يدور فيه من صراعات ومشكلات، كما تعد لوحة فنية عامرة بالتفاصيل الحية لصورة الطبيعة الخلابة هناك وما فيها من سحر وجمال. جمعت الرواية بين عرضها لشرائح المجتمع الرواندي من جهة وعرضها للتراث الإفريقيّ وما يزخر به من عادات وتقاليد وأساطير، وحازت الرواية على جائزة المعرض الدولي للكتاب في جنيف عام 2012، وصدرت، مؤخرًا، بترجمة لطفي السيد منصور عن سلسلة الجوائز.

9- رواية “أشياء تتداعى” من هو المؤلف؟
“أشياء تتداعى” هي رواية “ما بعد الاستعمار” بامتياز، وتعتبر من الأعمال الأدبية العظيمة في القرن العشرين، فهي تجسد بوضوح المأساة الشخصية والجماعية لمحارب ينتمي لمجتمع الإيبو (جنوب شرق نيجيريا) يرى عالمه كله ينهار مع وصول الرجل الأبيض. في هذا الإطار، تصوّر الرواية قصة محارب عظيم يُدعى أوكونوكو ذاع صيته في جميع أرجاء غرب إفريقيا، ولكن بمجرد قتله رجلا بارزا في عشيرته عن طريق الخطأ، اضطر أوكونوكو للتكفير عن ذنبه عن طريق التضحية بابن زوجته والعيش في المنفى. وقد بلغت مبيعات الرواية منذ ذلك الحين أكثر من عشرة ملايين نسخة وترجمت إلى 45 لغة حول العالم.

10- رواية “الخبز الحافي” لمحمد شكري
تروي هذه الرواية السيرة الذاتية للمؤلف وتدور أحداثها في مدينة طنجة الساحلية وحالة الفقر والمجاعة التي كان يعيشها المؤلف والمجتمع المغربي في منطقة الريف بصفة عامة، في الوقت الذي يعيش فيه المحتلون من فرنسيين وإسبان حياة رغدة.
وضمن أحداث الرواية غادرت عائلة منزلها وقررت النزوح إلى طنجة بحثًا عن حياة أفضل، ولكن قسوة الأب العنيف تجبر محمد الصغير على الفرار من المنزل.
11- رواية “اليوم أفضل من الغد” نادين جورديمر
تحكي رواية “اليوم أفضل من الغد” قصة عائلة مختلطة من حي جوهانسبرج بجنوب إفريقيا، منذ حقبة التسعينيات حتى نهاية عام 2009. وبعد سقوط الأبارتايد أي نظام الفصل العنصري، لم تتحقق آمال معظم المواطنين في الظفر بعالم أفضل، حيث أن الديمقراطية وإلغاء التفرقة العنصرية لم يحققا أفضل النتائج التي يطمح إليها كل مواطن، بل على العكس من ذلك، استفحل الفساد وأصبح عدم المساواة الاجتماعية العمود الفقري الجديد للبلاد، ومع ذلك، تروج الرواية للأمل وتؤكد أنه يمكن بناء عالم أفضل. كانت جورديمر على علاقة مميزة مع العالم العربي والثقافة العربية، فقد ربطتها علاقة وثيقة بالراحل نجيب محفوظ، وكانت مهتمة بأعماله، وقد كتبت مقدمة الترجمة الإنجليزية لكتابه “أصداء السيرة الذاتية”، فضلا عن مناصرتها للقضية الفلسطينية، ودعوتها لإيجاد حل يكفل حقوق الشعب الفلسطيني.

12 “صباح الخير يا أيها الرفاق” أوندياكي
تمثل رواية الكاتب الأنجولي أوندياكي سيرته الذاتية، وتروي قصة رحلة تعود بكاتبها إلى مرحلة الطفولة وأرضه الأصلية، ويجسّد الراوي شخصية صبي يبلغ من العمر عشر سنوات يكشف عن حياته اليومية بين الروابط الأسرية والمدرسة والعنف في بلد لم يعد مستعمرة برتغالية. تكمن حيوية وسحر هذا الكتاب في صوت طفل يكتشف كل شيء في حياته لأول مرة بدهشة شديدة، يروي صوته الصادق والحساس النكات والمزاح الصبياني، وكذلك التوتر وعدم اليقين في أواخر الحرب الأهلية الأنجولية. ودون استياء أو غضب أو ثناء أو خطاب، يصف أوندياكي بدقة اللحظة التي يغادر فيها الكوبيون أنجولا.

13- رواية “العودة إلى الوطن” يا جياسي
تعد هذه الرواية هي أولى روايات الكاتبة الأميركية من أصل غاني يا جياسي، وتدور أحداثها ذات البعد الإنساني العميق في الساحل الجنوبي الغربي لإفريقيا وجمهورية غانا الحالية وفي أميركا الشمالية خلال القرن الثامن عشر حتى الوقت الحاضر. تتحدث الرواية عن قصة ابنتين لأم، وأبوين ينتميان إلى مجموعتين عرقيتين مختلفتين، إيفيا وإيسي هما شقيقتان لم تتعرفا على بعضهما رغم أن طريقهما كان يائسا ومحكوما بالانفصال، وفي حين كانت إيفيا مجبرة على الزواج من حاكم إنجليزي والإقامة في قلعة على طول الساحل، وقع القبض على إيسي وإرسالها، مع العبيد، إلى جنوب الولايات المتحدة.
في هذه الأثناء، تسرد الرواية مستقبل كلا فرعي الأسرة، أي بطلتي القصة المؤثرة، التي تروي تفاصيل الألم والأمل والصراع في إطار سلسلة من الأحداث التاريخية البارزة من قبيل الحروب القبلية، وتجارة الكاكاو، وقانون هروب الرقيق لعام 1850، والهجرة الكبرى، والكفاح من أجل الحقوق المدنية وإحياء هارلم (مركز الأميركيين من أصل إفريقي في نيويورك) في عشرينيات القرن العشرين، وصولا إلى “وباء الهيروين” في سبعينيات أميركا. نالت هذه الرواية إعجابا وترحيبا كبيرين في أميركا الشمالية وإنجلترا وفرنسا، حيث احتفى النقاد المختصون من جانبي المحيط الأطلسي بوصول صوت جديد وشفاف وقوي من أصل إفريقي، يتمتع بموهبة استثنائية لإيصال المشاعر الأكثر حميمية إلى القارئ، في كفاحه غير المتكافئ ضد قوة التاريخ الساحقة.

14- رواية “سحب المطر” بيسى حيد
تعد الروائية البوتسوانية بيسى حيد، واحدة من أكثر كاتبات بوتسوانا تأثيرا في الأدب الأفريقى، وتعتبر أحد أشهر مؤلفي الأدب الإفريقيّ، في القرن الماضي، وينظر إلى رواياتها “سحب المطر” على أنها واحدة من أفضل أعمالها على الإطلاق، تروي هذه الرواية قصة مخايا، بعد قضاء حوالي سنتين في السجن، عبر الحدود من جنوب إفريقيا إلى بوتسوانا -التي تنتمي إليها الكاتبة- دون أي طموح سوى إيجاد مكان هادئ للعيش فيه.
وهو شاب مضطرب هرب من مكان نشأته في جنوب إفريقيا، ليصبح لاجئا في قرية صغيرة تسمى جوليمامميدى، في قلب بوتسوانا، حيث يواجه العديد من التحديات، واحدة منها هي حقيقة أن الرئيس شيف ماتينجى لا يسمح بوجود ماخايا في القرية، ويلتقي برجل أبيض اسمه جيلبرت ويبدأ رحلة جديدة كاملة نحو المجهول. وتتفاقم مشكلات جيلبرت ومخايا بسبب الجفاف الرهيب الذي دمر البلاد والتحيز القبلي التي أصبح عقبة حقيقية أمام تقدم القرية بحيث أنهما لم يحصلا سوى على دعم النساء. بيسى إميليا عمري حيد، المعروفة بإسم بيسى حيد (6 يوليو 1937 – 17 ابريل 1986 ).
وعلى الرغم من ولادتها في جنوب إفريقيا، عادة ما تعتبر أكثر كتاب بوتسوانا تأثيرا، وهى كاتبة روايات، وقصص خيالية قصيرة وسير ذاتية. حصلت عام 2013 على جائزة الجنوب إفريقية أيخامانجا الذهبية وذلك “لمساهماتها الاستثنائية في الأدب والنضال من أجل التغيير الاجتماعي والحرية والسلام” في سنة 2007 تأسس صندوق بيسي حيد للتراث، بجانب جائزة بيسي حيد الأدبية. في 12 يوليو 2007 تم تبديل اسم مكتبة بيترماريتزربرج إلى اسم بيسي حيد تكريما لها.
تم نشر المقال عام 2014 في صفحة الكاتب على الفيس بوك وتم النشر في موقع سافانا
إقرا المزيد:
- أفضل 25 كتاب عن قارة أفريقيا
- 10 كتاب أفارقة يكتبون باللغات الأفريقية فقط
- الرواية الأفريقية تحتل المشهد العالمي بلغة الاستعمار