سافانا الثقافي: من بدوي إلى رئيس : تحليل كتاب ديبي ودوافع نشره ، على وقع اقتراب الانتخابات الرئاسية، يظهر كتاب “من بَدَوِيٍّ إلى رئيس” كأحد الأدوات السياسية التي يُسَتخدمها محمد إدريس ديبي لتعزيز صورته وتأثيره الإيجابي على الناخبين. يتميز هذا الكتاب بلغته المبسطة جدًا، حتى يمكننا أن نصفها بـ”لغةٍ عامية” بالفرنسية، حيث يتناول تجربة الكاتب من الحياة البَدَوِيَّة إلى تولي منصب الرئاسة.
ولكن هناك تفاصيل في الكتاب صبيانيّة وأخرى ترتقي لأسرار الدولة واعترافات يحاسبها القانون إذا كنا في “دولة قانون”. كان الأجدر الحديث عن مشروعه السياسي وخبرته العسكرية والسياسية في الكتاب.
يمكن تقسيم محتوى الكتاب إلى ثلاثة أطروحات رئيسية: حياة الكاتب الشخصية، تجربته العسكرية، ورؤيته السياسية. ينقسم الكتاب إلى ستة فصول، ويحتوي كل فصل على عناوين جانبية تسلط الضوء على تفاصيل محددة في مسار الكاتب.
في الفصل الأول، يروي الكاتب قصة حياته منذ نشأته البدَوِيَّة ومغادرته للقرية، مرورًا بتجربته في المدرسة في فرنسا وحتى عودته إلى تشاد وتحقيق حلمه. يستعرض الكاتب في الفصل الثاني مسيرته العسكرية، بدءًا من فترة التحضير وصولًا إلى مشاركته في الحروب والعمليات العسكرية في تشاد ومالي.
في الفصل الثالث، يتحدث الكاتب عن سنواته في الخدمة الأمنية DGSSIE، ويكشف عن تفاصيل مؤامرة كبيرة ومواجهته للعديد من التحديات الداخلية والخارجية. يستعرض الكاتب في الفصل الرابع تحديات المرحلة الانتقالية التي مرت بها تشاد، بما في ذلك الاتفاقية الدوحة ومشاكل الفساد والطموحات الشخصية لكبار المسؤولين السابقين (شريف محمد زين ، أبكر مناني ، موسى فكي )، بالإضافة إلى ذلك يتناول الكاتب العلاقات المعقدة بين تشاد والسودان والوجود الفرنسي المثير للجدل في تشاد
في الفصل الخامس، يتناول الكاتب التقييم الشامل لفترة حكمه، ويتحدث عن أهمية الوحدة الوطنية والحوكمة الصالحة والإصلاحات اللازمة. وفي الفصل السادس والأخير، يتطرق الكاتب إلى رؤيته لمستقبل تشاد، مع التركيز على قضايا الأمن، العدالة، التعليم، الصحة، ودور تشاد في إفريقيا والعالم.
من الواضح أن هناك خمسة أفكار رئيسية يركز عليها الكتاب: النجاح الشخصي، الخدمة العسكرية، الأمن الوطني، مكافحة الفساد، وتحقيق التنمية والاستقرار. يتناول الكتاب قضايا مهمة تواجه تشاد ويقدم رؤية الكاتب لحل هذه القضايا.
من الناحية الأدبية، يتميز الكتاب بأسلوب سردي بسيط ومباشر، مما يجعله قريبًا وقابلًا للفهم للجمهور العام. يستخدم الكاتب العديد من الأمثلة والقصص الشخصية لتوضيح نقاطه وتعزيز رؤيته. على الرغم من طابعه السردي، يمكن اعتباره أيضًا كتابًا سياسيًا يهدف إلى التأثير على الرأي العام وكسب تأييد الناخبين.
مع ذلك، يثير الكتاب بعض الأسئلة والتساؤلات حول دوافع نشره والتوقيت المناسب لذلك. يمكن للبعض رؤيته على أنه استغلال سياسي للحكم وترويج لصورة مثالية للكاتب في ظل الحملة الانتخابية. قد يتساءل البعض أيضًا عن صحة المعلومات والقصص المقدمة في الكتاب، خاصةً وأن الكاتب قد يكون لديه مصلحة في إبراز نجاحاته وتجاهل الفشل أو الانتقادات.
بقلم : آدم كوري تجاني
موقع رفيق
2024-04-09: