سافانا مختارات

التراث الإفريقي التقليدي

تراث بقيم فكـرية وجمالية ثرية

سافانا الثقافي – في الخمسينات والستينات من القرن الماضي، تزايدت وتيرة انحسار الحكم الاستعماري عن القارة الإفريقية، ونالت معظم بلدان القارة استقلالها السياسي لتواجه مهمة شق طريقها الصعب نحو التحرر الاقتصادي والثقافي، وواكبت هذه الحركة السياسية، حركة فكرية ثقافية، محورها الأساسي البحث عن هوية افريقية ثقافية وفنية.

وقد عبّرت هذه الحركة عن نفسها في عدد من التيارات والدعوات الفكرية والسياسية كالدعوة الى الاشتراكية الإفريقية التي أطلقها نكروما وتبناها عدد من جيل السياسيين الطالع، وحركة “الزنوجة” التي نظّر لها وقادها ليبولد سنغور كمشروع فكري ثقافي يتبنى تأصيل هوية افريقية ثقافية.

التراث الإفريقي التقليدي

ارتبطت الدراسات الأولى، في ميدان المجتمعات الإفريقية، بالعلماء والقساوسة والكتاب من أوروبا الغربية في مجالات التاريخ والآثار واللغات والأديان والفنون وغيرها، وكان النصيب الأوفر من هذه الدراسات النظرية والميدانية على يد أنثربولوجيي القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين الذين وفدوا للقارة، مع وعقب الفتوحات الاستعمارية الواسعة.

في سعيهم للبحث عن أصل الثقافة والدين والفن وأما الدراسات اللاحقة فقد استأثر باهتمامها ميدان الفنون التشكيلية الإفريقية وبخاصة الأقنعة وفن النحت الإفريقي، وذلك لإسهامها المتميّز وتأثيرها في بعض النتاج التشكيلي الغربي، والمثال البارز على ذلك بيكاسو ومرحلته الفنية المتميّزة المسماة بالمرحلة الزنجية (1907 1909)، التي عبّر فيها عن أثر القناع والمنحوتات الافريقية كأحد مصادر الهامة الفكرية والفنية.

تدرج ونظريات

إن الدراسات الأولى حول الثقافة والفن، التي أنجزها علماء الاجتماع واللغات والأديان الغربيون، جاءت لتأكيد تنظيرات واستنتاجات مسبقة في العلوم الاجتماعية والإنسانية، ومن هنا كان الاهتمام بالفنون والثقافات، من زاوية ارتباطها بهذه العلوم، وليس كمجال مستقل للدراسة.

وتتبدى هذه المسألة بوضوح في أن معظم هذه الدراسات بما فيها الموسوعات العلمية الكبيرة تدرج الثقافات والفنون الإفريقية تحت مصطلح أو عنوان فرعي كالفن أو الثقافات البدائية، ومصطلح “البدائية” هذا بحاجة لوقفة نقدية لاستجلاء حدوده ودلالاته.

تخيلات خارقة

إن الحكايات والأساطير تعبّر عن الوعي البشري الخلاّق المندغم مع الطبيعة في وحدة بهيجة، إذ يخضعها لروحيته المستيقظة، لأن العلم، أي الفكر المنطقي، كما يقول العالم في علم الجمال، جاتشف، في كتابه “الوعي والفن” ، “لا يستطيع استيعاب التخيلات الخارقة”، وعلى ذلك في مقابل مصطلح “البدائية، البدائي” فمصطلح “التقليدية، التقليدي” أكثر استيعاباً للعملية الجدلية المعقدة بين الثابت والمتحول في الثقافات والفنون، خاصة وأن المعنى القاموسي لمصطلح “التقليدية، التقليدي” كما ورد في المعاجم العربية والإنجليزية يشير الى معاني (التحدر، أي انتقال العادات والمعتقدات والثقافات من جيل لآخر خاصة عن طريق المرئي والمروي غير المكتوب).

وهنا نشير الى ما أورده فرانك ويليت المتخصص في الفنون الإفريقية، في كتابه الهام “الفن الإفريقي” الصادر في 1986م، حين أشار الى مقولة عالم الاجتماع دينيس باولمي عند تعرضه للقناع والنحت الإفريقي “فن النحت في افريقيا تغلب عليه الغلظة، لأنه محكوم بالمستوى المتدني لأدوات النحات حيث الشفرة وحواف القطع غير فعالة في السطوح القوية، كما أن النحّات ليس لديه تصوّر مسبق لما سيتم تشكيله ولهذا يلجأ للمواد سهلة القطع التي تتيح طريقة المحاولة و الخطأ”، وهناك أيضاً العديد من النظريات المغلوطة في هذا الاتجاه.

وبالعموم، فإن ما تمت الإشارة اليه من مقولات يعبّر عن منهج انتقائي يخضع المادة التي يتناولها لتأكيد تنظيرات واستنتاجات مسبقة في علم الاجتماع، ويهمل العمليات الداخلية والقوانين الباطنية لعملية الإبداع الفني، ويعزز هذا الاعتقاد أن الدراسات الميدانية الغربية في افريقيا، والتي جمعت كثيراً من الأعمال الفنية لم تأبه لتوثيق أسماء الفنانين الذين أبدعوها، واكتفت بالإشارة الى القبيلة أو المنطقة التي تم فيها انتاج العمل الفني، كما أن المعارض الفنية في أوروبا وأميركا، التي تعرض نماذج فنية افريقية، تشير الى الأصل القبلي دون اشارة لاسم الفنان.

وحتى الذين توفرت لهم معرفة واسعة بالفنون الإفريقية فعلوا الشيء نفسه، مثل الفنان المعروف ليام فاج، وكما أشار الفنان التشكيلي السوداني عادل كبيدة في بحثه القيّم حول الفن الإفريقي التقليدي: “الصراع والتوتر بين الواقعية وما فوق الطبيعية عبّر عنه الفنان الإفريقي التقليدي كصراع ابداعي بين الكتلة والفراغ، بين السطوح والألوان، مما جعل كل الخامات والسطوح، في صورتها الأولية أو المصنّعة، مسرحاً لابداعاته”.

التراث الإفريقي التقليدي
التراث الإفريقي التقليدي

طقوس وعناصر

المجتمعات الإفريقية التقليدية لها أنظمتها الدينية والاجتماعية التي تتشكل من نسق معتقدات وتصورات ومفاهيم فكرية وروحية، وما ينبثق عنها من ممارسات وطقوس دينية واجتماعية، وهذا النسق يعكس فلسفة المجتمع الإفريقي التقليدي في نظرته للكون والقوى الحيوية، وتمثل الأرواح وبخاصة أرواح الأسلاف، والإنسان والحيوان والنبات والأشياء والظواهر الطبيعية كالمطر، الحلقات التي يتشكل منها هذا النسق.

بيد أنه من المهم الإشارة الى أن الفكر الإفريقي التقليدي، ينظر الى كل هذه الحلقات والموجودات الكونية من موقع الإنسان كمركز لهذا الكون. وبحسب الباحث مبيتي، فإنه تنقسم هذه الموجودات الى خمس عوالم يتوسطها الإنسان، وهي:

  •  الرب وهو خالق الإنسان وسائر الموجودات
  •  الأرواح، وخاصة أرواح الأسلاف الذين رحلوا، وينظر لها بشيء من القداسة
  •  الإنسان، ويشمل الأحياء ومن سيولدون
  •  الحيوانات والنباتات، وهي كالإنسان لها حياة بيولوجية
  •  الأشياء والظواهر الطبيعية كالنار والمطر، وليست لها حياة بيولوجية

كما ان الطقوس هي وسيلة الإنسان الإفريقي التقليدي لردم الهوة بينه وبين عالم أرواح الأسلاف، والحيوان والنبات والظواهر الطبيعية، والتي يستعين بها في بناء الجسر الطقسي، عن طريق الأضاحي والنذور والقرابين في المجتمعات الافريقية التقليدية اذ تصاحب الطقوس الإنسان، وهو في رحم أمه قبل أن يولد، وتصاحبه في حياته، مروراً بولادته وطفولته وبلوغه وشبابه وشيخوخته، وتستمر معه الى أن يصبح في عداد الموتى.

كما أن الطقوس الى جانب الرواية الشفهية تمثل في غيبة اللغة المكتوبة ذاكرة جماعية يزيد من فاعليتها ارتباطها باختزان خبرة السلف ونقل المعرفة بين الأجيال الماضية والحاضرة والتي ستولد بعد، ومن هنا فدراسة الطقوس الافريقية التقليدية هي بالضرورة دراسة لواقع الناس أنفسهم ولقيمهم الفكرية والروحية والجمالية.

الحمل والولادة

يحاط الطفل، وهو في رحم أمه، بعناية خاصة، ليس فقط من والديه، بل ومن الأقارب والمجتمع القبلي ككل، من خلال بعض التقاليد الاجتماعية، كبعض المحرمات الغذائية التي تلزم بها الأم الحامل، كما نجد عند بعض القبائل الافريقية كقبائل الأكامبا، تحريماً اجتماعياً للاتصال الجنسي بين الزوجين حال التيقن من وقوع الحمل، كما يتسع هذا التحريم عند قبيلة الماو في اثيوبيا ليشمل تحريم الحديث بين المرأة الحامل وزوجها إلا عبر وسيط.

وعند قبائل المابوتي يكون ذلك فور ان تتيقن المرأة من وقوع الحمل، اذ تحمل بعض الأطعمة الى أحد الحقول لتقديمها كنذر في دلالة على ارتباط الحمل بالخصوبة، أما عملية الولادة فترتبط هي الأخرى بشعائر طقسية متنوعة، ويُعتبر الحبل السري والمشيمة التي تربط الأم وطفلها رمزاً لاتحادهما، وعند قبيلة الولوف بالسنغال (وهم مسلمون في الغالب) يتوجب على المرأة بعد الولادة، القيام بطقس خاص تقفز فيه الأم عبر نار صغيرة على أرضية الغرفة في الاتجاهات الأربعة.

ثم يُسقي الطفل من ماء يتم جمعه من غسل بعض الآيات القرآنية المكتوبة على لوح أردواز، لطرد الأرواح الشريرة والمرض، ثم تقوم بإرضاع طفلها، وتسمية المولود تُعتبر في المجتمعات الإفريقية التقليدية حدثاً باعثاً على البهجة والاحتفال، والأسماء في افريقيا لها معان محددة وغالباً ما ترتبط بحدث أو ظاهرة مصاحبة لميلاد الطفل، فإذا جاء مولد الطفل في زمن المطر فالاسم قد يحمل معنى مرتبطاً بالمطر أو الماء، وقد يحمل الطفل اسم أحد أجداده أو أقربائه الراحلين وبخاصة المولود الأول في الأسرة، وأثناء الفترة الأولى من حضانة الطفل، يتم ربطه أو لفه بقطعة قماش الى ظهر أمه أو صدرها، حتى وهي منهمكة في عمل يدوي.

التراث الإفريقي التقليدي
التراث الإفريقي التقليدي

التكريس

ترتبط طقوس التكريس ارتباطاً وثيقاً بالفكر والممارسة في المجتمع القبلي التقليدي، حيث يتم تصنيف أفراد المجتمع القبلي وفقاً لأعمارهم، باعتبارهم صغاراً وبالغين ومسنين، ويتم الانتقال من مرحلة الى أخرى بواسطة طقس التكريس، وأهم طقوس التكريس تلك المرتبطة بتحويل الصبية من مرحلة الطفولة السلبية الى مرحلة الرجولة والأمومة، بوصفها ادخالاً للصبية في نسيج المجتمع القبلي، باعتبارهم رجالاً ونساء كاملي الأهلية يتمتعون بحقوق وواجبات جديدة.

ويتم طقس التكريس بعزل الصبية أولاداً وبنات الذين هم على عتبة البلوغ، في معازل معدة خصيصاً يُشرف عليها فريق متخصص من المسنين، وغالباً ما تُستبدل ملابس الصبية، اذ يلبس الولد ملابس البنت وبالعكس، على أساس أن على المكرّس استبدال هويته القديمة بأخرى جديدة، أي بالموت الطقسي، اذ تتظاهر أمهاتهم بندبهم كارتداء شعارات الحداد، الى أن يتم بعثهم من جديد بعد طقس التكريس كرجال ونساء كاملي الأهلية.

ويتعرض الصبية في معازل التكريس أولاً لاختبارات وتمرينات بدنية شاقة تبدأ بعملية الختان بهدف رفع درجات تحملهم وتعزيز قدراتهم الجسدية ليصبحوا مؤهلين للمرحلة التالية الخاصة بالنواحي الذهنية والنفسية، في المرحلة التالية يتلقى الصبية دروساً حول عادات القبيلة، وحين يعود المكرّسون بعد العزلة الاجبارية فهم يعودون بتجارب جديدة جسدية ومعنوية تجعلهم بشراً مختلفين بحقوق وواجبات جديدة.

القناع الإفريقي

عُرف القناع على نحو واسع بين مختلف المجتمعات الإنسانية، حتى وان اختلف استخدامه من جانب الوظيفة والغرض، أو المادة المستخدمة في صنعه، واذا كان القناع لا يزال يُستخدم بين كافة الشعوب، فتاريخ القناع يرجع الى مراحل مبكرة عندما كان الانسان يخطو خطواته الأولى نحو فهم الطبيعة حوله ومجابهتها من أجل بقائه، فقبائل الصيد الأولى لجأت، بسبب التقنية المتدنية اجتذاب الحيوان لمسافة قريبة عن طريق محاولات الصيد، الى محاكاته بتقليد صوته واتخاذ شكل مشابه.

ومن ثمّ تقنيع الوجه الإنساني، واستمر القناع وان تغيّرت وتنوّعت وظائف استخدامه، مع تطوّر الانسان والمجتمع، فاستُخدم في السحر والممارسات الطقسية والحروب والألعاب الرياضية والعروض الفنية، وكلمة “قناع” في العربية من الفعل تقنّع، أي وضع قناعاً على وجهه لإخفاء حقيقته أو اعطائه هوية غير هويته، أما كلمة ماسك Mask منحدرة من الكلمة اللاتينية Masaca أو من العربية “مسخرة أو مسخ”.

ان ارتباط القناع بالمسرح قديم قدم الدراما نفسها، اذ كان القناع أحد عناصر العروض الدرامية الإغريقية التراجيدية، قبل الميلاد، فكان القناع يزيد من مهابة الشخصيات ذات الرفعة، بينما في الكوميديا يضخّم القناع الصفات التي يراد الضحك والسخرية منها، واستمر استخدام القناع في الكوميديا ديللارتي التي تطورت في ايطاليا.

أما في آسيا فقد ظل وما يزال القناع يلعب دوراً مؤثراً في الأنشطة الدينية والعروض الفنية، وفي المسرح الأوروبي الحديث أعيد استخدام القناع في العروض المناهضة للواقعية، واستخدامه في الدول الغربية لنفي هوية الممثل أو لخلق ابهار بصري لإثارة الخوف أو الضحك أو لكسر الايهام الواقعي.

تجسيد

يصبح القناع، في طقوس تمجيد أرواح الأسلاف الإفريقية، تجسيداً لروح السلف التي تسكن القناع، بمعنى آخر فالقناع يجسد الحضور الأسطوري الطقسي، والأقنعة المستخدمة في طقوس تمجيد الأسلاف هي الأعلى شأناً، ويُحتفظ بها في بيت الزعيم الروحي ولا يُسمح بالاقتراب منها لعامة الناس، وتليها في الأهمية الأقنعة المستخدمة في طقوس التكريس لادماج الصبية كرجال ونساء كاملي الأهلية.

في النسيج القبلي. وتأتي في المرتبة الثالثة الأقنعة المستخدمة في طقوس التطهير التي تقام قبل موسم الزراعة مباشرة، وأما المرتبة الأخيرة فتحتلها الأقنعة المستخدمة في الطقوس الأقل ارتباطاً بالشأن الديني، ويكون طابعها أقرب للاحتفالات والترفيه كالطقوس المصاحبة للحصاد، المجتمعات الافريقية التقليدية أنتجت ذخيرة غنية ومتنوّعة من الأقنعة المتباينة في أشكالها ورموزها، فهناك نمط من الأقنعة ينحو نحو الطبيعية والواقعية وعادة ما يكون تصويراً لوجه انساني أو حيواني حيث نجد الوجه وبعض التفاصيل (العينان، الأنف، الفم) أي أن الوجه عبارة عن مساحة كاملة.

في نمط آخر نجد جنوحاً نحو التجريد بحيث يتم الاستغناء عن الزوائد السطحية مقابل تحقيق قيمة تجريدية، وتتحوّل تفاصيل الوجه الى عناصر لكل منها علاقة بمساحته، ويربطه بالعناصر الأخرى الايقاع العام للقناع كما في الشكلين التاليين لقناعين واقعي وتجريدي، وبين هذين النمطين، يُوجد نمط ثالث يجمع بين الأسلوبين وكما تنوعت أساليب التصوير في القناع، تتنوّع كذلك أشكاله.

نموذج

القناع الإفريقي لم يتم تصميمه كقطعة فنية ساكنة، لأن الحياة لا تدب فيه إلا في حالة الفعل الطقسي والحركة عندما يتحّد مع أضواء المشاعل وايقاعات الطبول والرقص والغناء، فالقناع ليس الجزء الخشبي المعروض في المتاحف لأنه جزء من زي كامل في طقس كامل، الدور الهام للقناع في الحياة الإفريقية التقليدية خلق أهمية استثنائية لصانعه، فهو ليس فناناً مبدعاً لعمل فحسب، بل هو مشارك في سبر أغوارالحياة، لذلك فمشغله ليس ورشة فنية عادية، بل محراب له قدر من التوقير.

والرموز التي يزخر بها القناع الإفريقي تتراوح بين الرقم واللون والشكل الهندسي ومعاني الرموز متشعبة للغاية لأنها رموز تتراوح بين العلنية النسبية والسرية المطلقة التي تُحاط بعض الأحيان بغموض لا يفقه كنهه الا قلة من الشيوخ حكماء القبيلة، الصعوبة تأتي من أن معرفة معاني رموز القناع يحددها المستوى المعرفي للشخص.

فلنفس الرمز هناك المعنى الظاهري الابتدائي المتاح للمكرّس العادي، والمعنى الوسيط المتاح لمن هو أعلى في سلم التكريس، والمعنى العميق المختص بالشيوخ و الزعماء القبليين، والقناع الإفريقي شكل مصدر الهام في الفن التشكيلي الغربي.

التراث الإفريقي التقليدي
التراث الإفريقي التقليدي

الإضاءة الإفريقية

بعض الطقوس الإفريقية التقليدية تقام في وضح النهار، خاصة الطقوس الاجتماعية المصاحبة لبدء الزراعة أو الحصاد وتتسع رقعة المشاركين لتشمل الأطفال ويُستعاض فيها عن القناع بتقنيع الوجه بالرسم والألوان، أما الطقوس التي يغلب عليها الطابع الديني فتتم ليلاً كطقوس تمجيد واستحضار أرواح الأسلاف.

والاضاءة غالباً (خاصة طقوس تمجيد أرواح الأسلاف) ترتبط بالمفهوم الخاص بالزمن باعتبار أن الأسلاف موجودون ويؤثرون في الحاضر، فإذا كانت وظيفة الإضاءة في المسرح، الى جانب انارة الخشبة، التعبير عن تتالي الزمان من الصباح للمساء، من الماضي للحاضر وبالعكس، (أي البعد الأفقي للزمن) فالإضاءة في الطقوس الإفريقية تعكس مفهوم البعد الرأسي للزمن بتأكيد وجود الماضي في الحاضر.

إقرا المزيد:

اظهر المزيد

savannahafrican

فريق التحرير موقع سافانا الثقافي
زر الذهاب إلى الأعلى