سافانا الثقافي – حصل عبد الله ميري، وهو صحفي ولاجئ صومالي سابق، على جائزة نانسن للاجئ المرموقة في عام 2023 لتفانيه المتميز في توفير فرص التعليم للأطفال والشباب النازحين في مخيمات داداب للاجئين في كينيا، ومن خلال مركز تعليم الشباب اللاجئين الذي أسسه، أثر عبدالله ميري بشكل كبير على حياة عشرات الآلاف من اللاجئين الشباب من خلال إنشاء المكتبات وتوزيع الكتب، مما يوفر لهم طريقًا نحو مستقبل أكثر إشراقًا.
التعليم كشريان الحياة: رحلة ميري الشخصية
نشأ عبدالله ميري في مخيمات داداب للاجئين بعد فراره من الصومال في سن مبكر، وأدرك بشكل مباشر القوة التحويلية للتعليم، وبدعم لا يتزعزع من والدته، واصل تعليمه، حصل في النهاية على شهادة في الصحافة والعلاقات العامة، وبدلاً من متابعة مهنة تقليدية، اختار ميري تكريس نفسه لتمكين زملائه اللاجئين من خلال التعليم، معترفًا به باعتباره المفتاح لإطلاق العنان لإمكاناتهم.
وعند حصوله على جائزة نانسن للاجئ، أهداها عبدالله ميري بكل تواضع لجميع الأطفال اللاجئين الذين يسعون من أجل مستقبل أفضل، وشدد على الدور المحوري الذي لعبه التعليم في حياته، حيث زوده بالمعرفة والمرونة وأعرب ميري عن التزامه بتوفير فرص مماثلة لكل طفل نازح بسبب الصراعات أو تغير المناخ أو الكوارث الطبيعية، مرددًا إيمانه بالقوة التحويلية للتعليم.
تقدير المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: تأثير ميري وإرثها
وأشاد فيليبو غراندي، المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بجهود ميري في استخدام الكتب كأدوات للتضامن والأمل داخل مجتمعه وعلى الرغم من الفرص المتاحة في أماكن أخرى، فإن قرار ميري بالعودة إلى كينيا بعد إعادة التوطين في النرويج يعكس تفانيه الذي لا يتزعزع في خدمة زملائه اللاجئين والدفاع عن حقوقهم ورفاهتهم.
ولم يقتصر حفل جائزة نانسن للاجئ، الذي أقيم في جنيف بسويسرا، على تكريم عبدالله ميري فحسب، بل أيضًا الفائزين الإقليميين الآخرين الذين أظهروا تفانيًا استثنائيًا في حماية اللاجئين ومساعدتهم، ومن حشد الدعم في كولومبيا إلى تقديم المساعدات الإنسانية في اليمن ودعم اللاجئين في بولندا وبنغلاديش، يجسد هؤلاء الأفراد والمنظمات روح التعاطف والتضامن.
تراث فريدجوف نانسن: تكريم أيقونة إنسانية
تأسست جائزة نانسن للاجئ في عام 1954، تكريماً لفريدجوف نانسن، وهو شخصية رائدة في مجال حماية اللاجئين والدبلوماسية، وباعتباره أول مفوض سامٍ لشؤون اللاجئين في عصبة الأمم، يستمر إرث نانسن في إلهام الأفراد والجماعات المكرسة للتخفيف من محنة اللاجئين، والنازحين، والأفراد عديمي الجنسية في جميع أنحاء العالم ويظل “جواز سفر نانسن” المبتكر الخاص به رمزًا للأمل والإنسانية في أوقات النزوح والمحن.
إقرا المزيد:
- الكاتب الزيمبابوي فاراي مودزينجوا على القائمة الطويلة لجائزة جمهورية الوعي لعام 2024
- الشاعرة الصومالية ممتازه مهري ضمن القائمة المختصرة لجائزة شارلوت آيتكين للكاتب الشاب لعام 2024
- قصة أول كاتب أسود يفوز بجائزة البوكر العالمية رواية “الطريق الجائع“