سافانا الثقافي – تعرف على أغرب النباتات الموجودة في أفريقيا. تُعدّ أفريقيا قارة واسعة تتميز بتنوع تضاريسها ومناخها، مما ينعكس على الحياة البرية فيها. هذه القارة هي موطن لبعض الحيوانات الأكثر شهرة في العالم، بما في ذلك الأسود والفيلة والزرافات ووحيد القرن. ولا يقتصر التنوع على الحيوانات فحسب، بل يشمل النباتات والأشجار الفريدة التي تضيف جمالاً وسحرًا للطبيعة الأفريقية.
أغرب النباتات الموجودة في أفريقيا
تتمتع أفريقيا بأكثر من ألف نوع مختلف من النباتات، من بينها الأنواع الشهيرة مثل أشجار الباوباب والسنط. إلا أن هناك العديد من النباتات البرية الأخرى التي تستحق الإعجاب والتي تشكل جزءًا مهمًا من التنوع البيولوجي في القارة. هذه النباتات ليست فقط ذات جمال طبيعي، بل لها أيضًا أهمية ثقافية واقتصادية كبيرة لشعوب القارة. لذلك هيا بنا لنعرف على أغرب النباتات الموجودة في أفريقيا:
1- شجرة الحمى
تعتبر شجرة الحمى هي الاولى معنا في قائمة أغرب النباتات الموجودة في أفريقيا. وتحمل شجرة الحمى (Vachellia xanthophloea) اسمًا يرتبط بالمرض والألم بسبب ميلها للنمو بالقرب من المستنقعات. اعتقد المستوطنون الأوروبيون الأوائل أن هذه الشجرة تسبب حمى الملاريا، لكنهم كانوا مخطئين؛ إذ نعلم الآن أن البعوض هو المسبب للملاريا. وتتميز هذه الشجرة بعملية التمثيل الضوئي التي تتم في اللحاء، مما يمنحها لونًا فريدًا يمزج بين الأصفر والأخضر.
ورغم أنها مفضلة في الحدائق وأوراقها تعتبر مثالية للطيور، إلا أنها في بعض المناطق مثل أستراليا، تُعتبر مشكلة حيث تستحوذ بسرعة على النباتات الأخرى. كما أن هذه الشجرة، رغم جاذبيتها البصرية، تُعد من النباتات السريعة النمو وقصيرة العمر، مما يجعلها غير مرغوبة في بعض البيئات حيث يمكن أن تسبب أضرارًا بيئية.
2- شجرة باوباب
تُعدّ شجرة الباوباب (Adansonia) واحدة من الأشجار الأكثر شهرة وغرابة في أفريقيا، وربما في العالم. يُطلق عليها “العمالقة المقلوبة” نظرًا لحجمها الهائل. تتميز لحاءها بمقاومته للحريق وقدرتها على تحمل الجفاف. في جزيرة مدغشقر، يمكن رؤية هذه الشجرة الرائعة في شارع des Baobabs الشهير، حيث تقف الأشجار العملاقة بطول 30 مترًا. تعتبر أشجار الباوباب أيضًا مصادر مهمة للغذاء والماء للسكان المحليين في الأوقات الجافة، حيث تخزن المياه في جذوعها الكبيرة. ويستخدم لحاؤها وأوراقها في الطب التقليدي، حيث يعتبران علاجًا طبيعيًا للعديد من الأمراض.
3- شجرة النقانق
تحصل شجرة النقانق (Kigelia africana) على اسمها من فاكهتها الضخمة التي تشبه النقانق وتزن من 5 إلى 10 كجم. تجذب هذه الفاكهة الحيوانات البرية مثل خنازير الأدغال وقردة البابون وأفراس النهر والفيلة. كما وجد البشر استخدامات عديدة لهذه الفاكهة، بما في ذلك الأغراض الطبية وصناعة المشروبات التقليدية. تستخدم الفاكهة أيضًا في الطب الشعبي لعلاج أمراض الجلد وبعض الالتهابات. في بعض المناطق، يتم استخدام مستخلصات من الفاكهة في مستحضرات التجميل بسبب فوائدها للبشرة.
4- شجرة الجعبة
تُعدّ شجرة الجعبة أحد النباتات الوطنية في ناميبيا. وهي في الواقع صبار عملاق يتميز بأنسجته اللبية الناعمة وهي واحدة من أغرب النباتات الموجودة في أفريقيا. يأتي اسمها من تقليد لدى شعب سان الذين يستخدمون فروعها المجوفة لصنع جعبة لسهامهم. يمكن استخدام تجويف جذوع شجرة الجعبة الميتة كثلاجات طبيعية في بعض الأحيان. تعيش هذه الأشجار في البيئات القاسية وتتميز بقدرتها على تحمل الجفاف الشديد. أوراقها الشوكية تساعد في تقليل فقدان الماء، مما يجعلها ملائمة للعيش في الصحراء.
5- شجرة خشب الرصاص
تتميز شجرة خشب الرصاص (Aloe dichotoma) بخشبها شديد الكثافة الذي يغوص في الماء ويقاوم النمل الأبيض. لهذا السبب، تبقى الهياكل المصنوعة من خشب الرصاص منتشرة في المناظر الطبيعية الأفريقية حتى بعد موت الأشجار. تتميز هذه الشجرة بنمط لحاءها المستطيل المميز. تستخدم الأخشاب في بناء المنازل والأثاث نظرًا لمتانتها العالية. كما أنها تُعد مصدرًا مهمًا للوقود في العديد من المناطق الريفية.
6- شجرة المارولا
تشتهر شجرة المارولا (Sclerocarya birrea) بثمارها الصفراء الحلوة. تعيش في جنوب أفريقيا وأجزاء من غرب أفريقيا ومدغشقر. يُقال إن هذه الثمار تتحول إلى كحول عند سقوطها وتخمرها، وتستخدم لإنتاج أمارولا، ثاني أفضل مشروب كحولي كريمي مبيعًا في العالم. تستخدم أيضًا في الطب التقليدي لعلاج الملاريا وتخفيف الحمى. كما تعتبر مصدرًا غذائيًا مهمًا في أشهر الصيف، حيث يتغذى عليها الناس والحيوانات على حد سواء.
7- شجرة صفير الشوكة
تحظى شجرة صفير الشوكة (Vachellia drepanolobius) بشهرة موسيقية، حيث تتحول أشواكها إلى صفارات طبيعية بفعل النمل الذي يحدث ثقوبًا فيها. عندما تهب الرياح، تصدر هذه الأشواك أصواتًا موسيقية. تعيش هذه الشجرة في بيئة تكافلية مع النمل، حيث يوفر النمل الحماية للشجرة من الحيوانات العاشبة في مقابل المأوى والرحيق.
8- شجرة موبان
تُعد شجرة الموبان أو “شجرة الفراشة” من النباتات الأصلية في أفريقيا، ولا توجد في أي مكان آخر على هذا الكوكب. طورت هذه الشجرة أوراقًا على شكل فراشة تفتح وتغلق للتحكم في فقدان الرطوبة، مما يساعدها على التكيف مع البيئات الحارة والجافة. يعتبر خشبها قويًا وثقيلًا ومقاومًا للنمل الأبيض، ويستخدم في صناعة الأثاث والبناء. كما أنها تُعد موطنًا مهمًا لديدان الموبان، التي تعتبر مصدرًا غذائيًا رئيسيًا في العديد من الثقافات الأفريقية.
9- تين الجميز
تُعتبر شجرة تين الجميز (Ficus sycomorus) من الأشجار ذات الأهمية التاريخية والدينية، حيث ذكرت في الكتب المقدسة ووجدت أخشابها وثمارها في المقابر المصرية القديمة. توفر هذه الشجرة الغذاء لمجموعة متنوعة من الحيوانات، كما تُعد موطنًا لأنواع معينة من الدبابير التي تلعب دورًا حيويًا في عملية التلقيح.
10- شجرة تومبو
تنمو شجرة تومبو (Welwitschia mirabilis) في صحراء ناميبيا، وتُعد من أقدم النباتات في العالم، حيث يمكن أن يصل عمرها إلى أكثر من 2000 عام. تتميز بأوراقها الشبيهة بالأحزمة والتي يمكن أن تصل إلى طول 9 أمتار. تعتبر هذه الشجرة رمزًا للصمود في وجه الظروف القاسية.
11- الموز البري
يُعد الموز البري (Strelitzia nicolai) أكبر عضو في عائلة الموز، ويُعرف أيضًا باسم طائر الجنة الأبيض العملاق. موطنه الأصلي جنوب أفريقيا، ويمكن أن يصل طوله إلى 12 مترًا. تتميز أوراقه الكبيرة وزهوره الجميلة التي تشبه رأس الطائر بألوانها البيضاء والزرقاء الفاتحة.
12- شجرة الزجاجة
تُعرف شجرة الزجاجة (Pachypodium lealii) بأشكالها المنتفخة غير العادية. تنمو في شمال غرب ناميبيا وجنوب غرب أنجولا، ويمكن أن يصل طولها إلى 10 أمتار. تتميز بزهورها البيضاء الجميلة التي تحمل خطوطًا أرجوانية، وتُعد واحدة من أجمل النباتات في المنطقة.
13- هوديا جوردوني (صبار كالاهاري)
يُطلق على هوديا جوردوني (Hoodia gordonii) اسم صبار كالاهاري أو “قبعة بوشمان”، وهو نبات عُصاري يشتهر بخصائصه المثبطة للشهية، مما جعله شائعًا كمكمل لإنقاص الوزن. يمكن أن يصل طوله إلى مترين وله زهور صفراء زاهية.
14- الفربيون (رأس ميدوسا)
تُعد الفربيون ذات الرأس المتوسط (Euphorbia caput-medusae) نوعًا من النباتات النضرة التي تنمو في منطقة كيب في جنوب أفريقيا. تتميز بشكلها الغريب الذي يشبه رأس ميدوسا المذكور في الأساطير الإغريقية، وتُعرف أيضًا باسم نبات الثعبان أو شجيرة الحليب بسبب النسغ الأبيض الحليبي الذي يتسرب منها عند قطعها.
خاتمة
أفريقيا قارة غنية بالتنوع البيولوجي الذي يشمل مجموعة واسعة من الحيوانات والنباتات الفريدة. من الأشجار العملاقة مثل الباوباب إلى النباتات المثيرة مثل هوديا جوردوني، تُعدّ هذه النباتات جزءًا لا يتجزأ من التراث الطبيعي والثقافي للقارة. إن فهمنا لهذه النباتات واستخداماتها المتعددة يعزز تقديرنا لجمال وتنوع الطبيعة الأفريقية.
تعكس هذه النباتات التكيفات الفريدة التي طورتها للبقاء على قيد الحياة في بيئاتها القاسية، مما يجعلها رموزًا للصمود والمرونة. بالإضافة إلى ذلك، تلعب دورًا حيويًا في الحياة اليومية للسكان المحليين، حيث توفر الغذاء، والدواء، والمواد الخام، وتدعم الاقتصاد المحلي من خلال السياحة البيئية والصناعات التقليدية.
إقرا المزيد:
