فاز الكاتب خالد لياملاحي وهو أحد الأصوات الصاعدة في الأدب الفرنكوفوني المعاصر بجائزة إيثيوفيل المرموقة لعام 2024 عن روايته “استحضار نصب تذكاري في البندقية”. أُعلن عن الفوز يوم الإثنين 30 سبتمبر 2024، حيث يمثل هذا الإنجاز خطوة هامة في مسيرة لياملاحي الأدبية. ويسلط الضوء على روايته التي تستكشف موضوعات الذاكرة والتشرد والمرونة الإنسانية.
جائزة إيثيوفيل: منصة للأدب الفرنكوفوني
تأسست جائزة إيثيوفيل في عام 2015 وتُمنح سنويًا لتكريم الأعمال الأدبية المميزة لكتاب فرنكوفونيين من إفريقيا ومنطقة الكاريبي والمحيط الهندي. وتتناوب الجائزة بين الأنواع الأدبية المختلفة مثل الروايات، والشعر، والمسرح، والمقالات، وتُقدَّر قيمتها بـ 1000 يورو. ومن بين الفائزين السابقين بالجائزة مجموعة من الكتاب البارزين مثل فاليري كاديغنان، وبياتا أوموبيي ميرياس، وجوز. ومارك ألكسندر أوهو بامبي، مما يعكس دور الجائزة في تعزيز أصوات المؤلفين من العالم الفرنكوفوني.
شهدت دورة 2024 من الجائزة منافسة قوية، حيث ترأس لجنة التحكيم البروفيسور بيير برونيل، وهو أستاذ في جامعة السوربون. وعضو في الأكاديمية الفرنسية للعلوم الأخلاقية والسياسية. كما ضمت اللجنة شخصيات بارزة مثل عالمة الأنثروبولوجيا الإفريقية ماري-جوزيه هورانتير، والتي كانت نائبة الرئيس ومنسقة الجائزة في أبيدجان. بالإضافة إلى ذلك شارك في اللجنة شخصيات متعددة التخصصات من ممثلين، وشعراء، ومترجمين، وأساتذة مثل فاليري فارانتون، وفلورانس دو روغمون، وفريديريك ألمفيفا، وجان ديريف. وتم الكشف عن القائمة القصيرة للجائزة في 14 أبريل 2024، قبل أن يتم الإعلان عن فوز لياملاحي بالإجماع.
رواية “استحضار نصب تذكاري في البندقية”: إنجاز أدبي مؤثر
تتناول رواية المغربي خالد لياملاحي “استحضار نصب تذكاري في البندقية” قضايا معاصرة هامة، خاصة تلك المتعلقة بالهجرة وتجربة اللاجئين. في خطابه أثناء تسلم الجائزة، عبّر لياملاحي عن شكره للجنة التحكيم ودار النشر الخاصة به *Présence Africaine* على دعمهم في إيصال عمله إلى جمهور أوسع. كما أشار إلى الأهمية الشخصية لهذا الفوز قائلاً: “أشعر بلمسة خاصة من مسار هذا النصب التذكاري والاهتمام المستمر الذي يثيره.”
تتمحور الرواية حول قصص اللاجئين ونضالاتهم، مما يعكس التزام لياملاحي بتناول سرديات صعبة وضرورية عن التشرد والبقاء. من خلال نسج القصص الشخصية مع قضايا اجتماعية وتاريخية أوسع، تدعو الرواية القُرّاء إلى التفكير في التكلفة البشرية للهجرة وأهمية تذكر الذين غالباً ما يتم تجاهلهم في ظل الأزمات العالمية.
حصل على تقدير يتجاوز جائزة إيثيوفيل
إلى جانب فوزه بجائزة إيثيوفيل، حصل لياملاحي أيضًا على إشادة خاصة في جائزة *Prix des Cinq Continents de la Francophonie 2024* عن نفس النص. هذا التقدير يعزز من تأثير الرواية ومكانة لياملاحي المتزايدة في المجتمع الأدبي الدولي. تُعد جائزة *Prix des Cinq Continents* منصة هامة تحتفي بالأصوات المتنوعة من العالم الفرنكوفوني، ووجود لياملاحي في هذه القائمة المرموقة يُبرز الصدى العالمي لأعماله.
الاحتفاء بالأدب الفرنكوفوني والتبادل الثقافي
نجاح رواية “استحضار نصب تذكاري في البندقية” ليس فقط انتصارًا شخصيًا لخالد لياملاحي، بل هو أيضًا دليل على قوة وتنوع الأدب الفرنكوفوني. تسهم جائزة إيثيوفيل، من خلال تركيزها على الأعمال القادمة من إفريقيا ومنطقة الكاريبي والمحيط الهندي، في تعزيز الأصوات التي تمثل تنوعًا ثقافيًا غنيًا في الأدب العالمي. من خلال تكريم الأعمال التي تتناول قضايا معقدة مثل الهجرة والهوية والذاكرة، تشجع الجائزة على فهم أعمق للتجربة الإنسانية العالمية.
تشكل أعمال لياملاحي إضافة جديدة إلى مجموعة متزايدة من الأدب الفرنكوفوني الذي يسعى إلى ردم الفجوات الثقافية وتعزيز التعاطف من خلال السرد القصصي. فوزه بجائزة إيثيوفيل يُعد تذكيرًا بالقوة الدائمة للكلمة المكتوبة في تعزيز الحوار والتفاهم عبر الحدود، خاصة في عالم يزداد فيه الاستقطاب.
تطلعات مستقبلية: تأثير لياملاحي في الأدب
مع استمرار خالد لياملاحي في مسيرته الأدبية، يبدو واضحًا أن أعماله ستترك أثرًا دائمًا على الأدب الفرنكوفوني وعلى النقاشات العالمية حول الهجرة والذاكرة وحقوق الإنسان. قدرته على صياغة سرديات تجمع بين الشخصي والعالمي تجعله كاتبًا ذا موهبة ورؤية استثنائية.
تشكل جائزة إيثيوفيل لعام 2024 محطة هامة في مسيرة لياملاحي، ولكنها أيضًا خطوة نحو تحقيق إنجازات أكبر في المستقبل. مع اكتشاف المزيد من القراء حول العالم لرواية “استحضار نصب تذكاري في البندقية”، سيتعرفون على صوت أدبي قوي يتحدى أفكارهم حول التاريخ الجماعي وحياة الأفراد الذين غالبًا ما يُتركون على هامش الأحداث.
في الختام، فوز خالد لياملاحي بجائزة إيثيوفيل 2024 لا يرسخ مكانته كأحد أبرز المؤلفين الفرنكوفونيين المعاصرين فحسب، بل يبرز أيضًا أهمية الأدب في تناول القضايا الاجتماعية والسياسية الملحة. من خلال قصصه المؤثرة والتزامه بتناول موضوعات صعبة، يذكرنا لياملاحي بالقوة المستمرة للكلمة المكتوبة في إلهام التغيير وتعزيز الفهم.
إقرا المزيد: