سافانا الثقافي – تعتبر هذه الراوية من الروايات المهمة لدى روميو أوريوجون لأنه يخلق صلاة شعرية، وهذه المجموعة ليست مجرد صلاة ضد المنفى في حد ذاته، بل ضد فعل المنفى أي يميل المرء إلى رفض النزوح عن الوطن قصرًا، وتتألف الرواية من 71 قصيدة، ويستكشف أوريوجون فيها موضوعات الرحيل والذكرى والتجوال، ويروي قصة الهجرة عبر الزمان والمكان وحتى الجسد.
أهتم بذكر الماء وهو شكل متكرر في جميع أنحاء الكتاب، ويرمز الماء إلى الطريق إلى المنزل في *The Gathering of Bastards*، والماء ليس مجرد عنصر في الخلفية، بل يستغرق مركز الصدارة وتتموج القصائد مثل النقوش على الماء، مع سطور مثل “… الآن أكتب في الماء/ وأعلم أنه لا توجد ترجمة لحزننا”، مما يؤكد أهميتها.
رثاء المنفى
تتناغم المجموعة مع رثاء المنفى، مرددة صدى الصرخة المستمرة لمن لا صوت لهم ويؤكد التدفق الإيقاعي للمياه على الموضوع، ويصور “الأوغاد” على أنهم ليسوا أيتامًا ولكن بلا وطن وهذه الاستعارة توسع السؤال الكتابي عن الأم التي تنسى طفلها إلى وطن ينسى أهله، والإجابة المؤسفة لهذه الحالة هي نعم.
أهمية الصلاة من أجل المصالحة، وبدءًا من صلاة صياد السمك حتى لا يجد جثثًا في الماء وانتهاءً بالاشتياق إلى الحرية، فإن المجموعة هي نداء للمصالحة وإنهاء المنفى وإن استعارة الطائر المحبوس الذي يشتاق إلى السماء المفتوحة ترمز إلى رغبة المهاجرين في الحرية، حتى على حساب حياتهم.
ألم الهجرة
يتم تصوير المنفى على أنه شكل فريد من أشكال الهجرة ويتميز بعدم الاستقرار، ويوصف الجوع الذي يعاني منه المهاجرون بأنه دافع للحركة، كما أن الألم الناجم عن “الفراغ من بلد” واضح وإن انعدام الجنسية هي حالة مروعة، وهو ما يعكس تحذيرات الفيلسوفة حنة أرندت بشأن فقدان الحقوق الأساسية والهوية.
ويتم استكشاف مفهوم “الفراغ من بلد” بشكل أكبر، مما يوضح النزوح المؤلم وفقدان الشعور بالانتماء ويعاني المتحدث المنفي من فقدان اللغة والتفكك الثقافي، وغالبًا ما يشعر وكأنه متسول في أرض أجنبية، كما هو موضح من خلال مصطلح “shurroty”.
الكفاح من أجل البقاء
تسلط القصائد الضوء على كفاح المهاجرين حتى بعد إنقاذهم من البحر، يظلون عالقين دون وطن حقيقي وتبرز قصة مهاجر يتسول في مدينة إيطالية مدى خطورة فقدان البلد واللغة، وفي “أحلامنا البحرية”، ينقل المتحدث حالة عدم اليقين بشأن الحياة في المنفى، مدركًا تمامًا أن “إفراغ الوطن” يجلب عدم اليقين المستمر، والرحلة الدائمة وصدى المنفى في دمائهم يوضحان النضال المستمر وعدم وجود نهاية محددة.
الأمل في الإعادة إلى الوطن
وعلى الرغم من الألم، يقترح الشاعر أن العودة إلى الوطن قد تكون ممكنة ومع ذلك، حتى أولئك الذين يجدون منزلًا جديدًا يحملون ذنب الناجين وعبء ترك أولئك الذين ما زالوا يبحثون وراءهم وتجسد قصيدة “مكالمة هاتفية من المنفى” هذا الشعور بالذنب والمشاعر المعقدة المتمثلة في العثور على الأمان بينما يظل الآخرون ضائعين.
ويشعر الكاتب المنفي بالحاجة الملحة لسرد هذه القصص، مما ينير الطريق للاجئين الآخرين ويصبح فعل الكتابة وسيلة لإعطاء صوت لصدمة الهجرة الحديثة ولضمان عدم نسيان قصص رفاق السفر.
الشوق المستمر للمنزل
وعلى النقيض من فكرة أن المنفيين سعداء بترك بلدهم القديم وراءهم، فإنهم يحملون ذكريات ومشاعر دائمة ويقارن أوريوجون بأغنية “أنهار بابل” مؤكدا على كيف تعيش روح وطنهم في المنفى، وتنتهي المجموعة بصلاة حارة من أجل إمكانية العودة إلى المنزل ولمس جبهتك على عمود الباب، وهو رمز للانتماء والسلام المطلق.
إقرا المزيد: